Author

ثقافة السياحة

|

حين تسافر إلى أي مكان في العالم فأنت لا تمثل نفسك فحسب بل تمثل وطنك، فسلوكك ينعكس على سمعة بلدك، سواء أكان سلوكا حسنا أو خلاف ذلك، لذا فإنه من المهم أن يفكر الشخص في تصرفاته قبل أن يطلق العنان لها بسلوكيات معينة.. إننا نلحظ وبكل أسف أن بعض السياح - وهم قلة ولله الحمد لكن انعكاسهم السلبي كبير - يقدمون صورا سيئة عن أنفسهم وعن مجتمعاتهم غير عابئين أو لنقل غير مدركين لما يترتب على هذا السلوك المشين من تبعات.. لقد ضرب العرب المسلمون أروع الأمثلة في السلوك الإنساني الرفيع عند انتشارهم في أرض الله الواسعة ما انعكس بشكل مباشر وسريع على شعوب تلك الدول ودخولهم دين الفطرة الإسلام، لما لمسوه من صدق في المعاملة وحسن في الأخلاق واحترام للآخرين.. كيف نفسر ظاهرة أن يقوم البعض بتعمير الشيشة في حديقة برج إيفل أو ذلك الذي يجوب أكبر شوارع لندن وقد أصدر ضجة همجية من سيارته الفارهة غير عابئ ولا مكترث بمشاعر الآخرين ونظراتهم التي تؤيد ما يذهب إليه بعض المغرضين من أن العرب يملكون المال، لكنهم يفتقدون الفكر الراقي المتحضر.. وقد قادت تصرفات مثل هؤلاء السياح بعض الدول الأوروبية إلى تخفيض عدد التأشيرات السياحية الممنوحة لمواطني بعض دول الخليج بل رفعت لوحات في بعض المدن الأوروبية تقول، "180 يورو إنه مبلغ باهظ من أجل علبة صودا / لا لعدم التحضر".. وهنا يأتي السؤال الأهم وهو كيف نحد أو نتلافى مثل هذه التصرفات؟ من المؤكد أن تنشئة أفراد المجتمع على احترام النظام أمر له الأولية، بحيث يغرس ذلك في نفوسهم منذ الصغر وهم في أحضان أسرهم، ليأتي بعد ذلك دور الجهات ذات العلاقة لتضع برامج تربوية وتوعوية وإعلامية تؤيدها مناهج تطبيقية في المدارس ومن خلال المنابر ووسائل الإعلام والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي من خلال رسائل تدرس بعناية يبثها المشاهير من الشخصيات المؤثرة على المستوى الرياضي أو التعليمي أو الاجتماعي، لينطبع ذلك في نفوس الناشئة، لأنه إذا لم يكن السلوك الإيجابي واحترام النظام نابعان من داخل الفرد واقتناعه الذاتي فكأننا نحرث في البحر.. إنه لمن الأهمية بمكان أن تتضافر الجهود لنعكس للعالم الإرث الحضاري الكبير الذي ورثناه من أجيالنا السابقة ولنبرهن للعالم أننا خير خلف لخير سلف.

إنشرها