default Author

طباعة الدواء

|


تخيل لو أنك احتجت إلى دواء ما وأخبرك الصيدلي أنه نفد من السوق، لكنه لم يمهلك لتحزن وتبحث عن حلول، بل طلب منك الانتظار قليلا لحين طباعة دوائك!
هل تخيلت هذه اللحظة؟ إنها حلم، لكن قريبا قد تصبح حقيقة، وقد تقوم المصانع بصناعة أدوية شخصية مفصلة لك خصيصا، ليس ترفا كما تطلب مواصفات حقيبة خاصة أو مجوهرات معينة أو سيارة مميزة، بل لحاجتك الصحية إليها، فوضعك يختلف عن باقي المرضى وتحتاج إلى دواء مصنع بطريقة معينة لتحصل على الفائدة منه بدل الدواء التقليدي!
تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد حولت الحلم إلى حقيقة، ففي عام 2015 تم تصنيع وترخيص أول دواء مطبوع، أنتجته شركة أبريكا للصناعات الدوائية لعلاج الصرع بمواصفات خاصة جعلته أفضل وأسرع تأثيرا من الدواء المصنوع بطريقة تقليدية، خصوصا الذين يعانون صعوبة في البلع، فهو لا يحتاج من المريض سوى إلى رشفة ماء ليذوب خلال ثوان، مع إخفاء طعم الدواء غير المرغوب فيه، وتقليل الزمن اللازم لبداية عمله!
بعدها بعامين، أكملت شركة جلاسكو سميث كلاين دراسة مكنتها من أخذ موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لتصنيع أقراص تعالج مرض باركنسون، من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد والأشعة فوق البنفسجية، تتيح للمصنعين إمكانية التحكم في شكل الدواء وتصنيع أدوية قصيرة المدى، ما يوفر عليهم ويقلل استهلاكهم المواد الفاعلة والمذيبات، ويتيح إمكانية طباعة الدواء في الصيدلية لكل مريض على حدة حسب احتياجه إليه، وهذا الأمر يفتح الآفاق أمام "الطب الشخصي"، فبدل أن تصنع الشركات دواء واحدا لآلاف المرضى سيكون لديها خيار الصناعات قصيرة المدى التي يتم فيها دراسة حالة كل مريض على حدة احتياجاته، وطبيعة مرضه، وقدرات جسده على التعامل مع الدواء ودراسة جيناته ومورثاته لتوفير دواء خاص به يوفر له الاستفادة القصوى ويوفر على المصانع الهدر، خصوصا لأصحاب الأمراض المستعصية!
واليوم يزداد الطلب على المستحضرات رباعية الأبعاد بسبب ميلها إلى تغيير شكلها أثناء الهضم أو العمل لفترات طويلة، ما يجعل المريض أكثر التزاما في تعاطي دوائه، إذ لن يكون في حاجة إلى تناول الدواء أكثر من مرة في اليوم أو حتى مرة في الأسبوع بسبب هذه التقنية الحديثة. والأغرب أن هذه التقنية ساعدت على إنتاج أدوية إلكترونية تستطيع التحكم بحركتها وذوبانها عن طريق خاصية البلوتوث في جوالك، مع إمكانية مكوثها في الجسم ثلاثة أشهر!

إنشرها