Author

ذكريات أود نسيانها!

|


كلما نشط فيروس جديد في مكان ما من العالم أستعيد ذكريات كثيرة ليست جميعها جيدة، ولا أعرف لماذا يخطر في بالي مشهد سينمائي لأحد أفلام "هوليوود" القديمة، يقوم فيه عامل محطة شبه مهجورة على طريق صحراوي شبه مهجور برمي المسامير قبل موقعه بعدة كيلومترات حتى "ينشط" أعماله الراكدة.
ذلك المشهد أكد لي "عالمية" بعض الأفكار والممارسات للأفراد والشركات والتكتلات، وأنا الذي كنت أحسب عادة رمي المسامير حيلة خاصة بالجنسية العربية التي سيطرت على مهنة إصلاح الإطارات وتجارتها في دولتنا لفترة طويلة خلت.
مع نشر هذه الأسطر ربما يكون اللقاح أو الدواء للفيروس الصيني الجديد قد بدأ توزيعه مجانا في الصين، وبأثمان مختلفة في بقية أنحاء العالم. تختلف حسب درجة الهلع، أو درجة الفساد في أنظمة المشتريات، أو ربما درجة نجاح حملة التخويف والتهويل التي ربما ستغذيها شركات الأدوية أو تكتلات صناعة الأدوية أو مالكو شركات وعلامات طبية ومن في حكمهم.
كلما قرأت رقما عن تكاليف علاج مرض ما، أو فيروس ما يظهر فجأة تذكرت هواجسي القديمة أن "بعض" شركات الأدوية العملاقة حول العالم يخفي كثيرا من المعلومات التي ستوقف الحنفية التي تصب ذهبا في أحواضها.
هل تعلمون أن هناك سوقا لكل مرض، وأخيرا لكل فيروس، فمثلا حجم ما يسمونه "سوق السرطان" في العالم يبلغ 160 مليار دولار "أرقام عام 2015" ـ حمى الله الجميع وشفى المرضى ـ، وبالبحث ستجدون أرقاما مهولة لكل مرض، ولكل دواء.. وفيروس.
أيضا تذكرت أنني في عام 2014 نقلت عن مارسيا آنجل وهي باحثة وخبيرة في مجال صناعة الأدوية قولها، "كنت أظن في الأيام الخالية أن شركات الأدوية تعنى في أبحاثها بتطوير أدويتها لخدمة الإنسانية.. لكني اكتشفت أنها معنية فقط بتحقيق مزيد من الأرباح وإنما تنفق أكثر على برامج تسويق القديم تحت أسماء جديدة. كانت الشركات في الماضي تروج أدوية لمعالجة الأمراض، أما اليوم فإنها تروج لأمراض تناسب أدويتها القديمة!".
تذكرت إنفلونزا الخنازير، وشركتين ربحتا من تلك الموجة بضعة مليارات من الدولارات، و"سارس"، وغيرها، وأكثر ما أرعبني أنني تذكرت أن كل هذا ربما لا يكون مؤامرة، وهو فقط نتاج العبث الإنساني بالطبيعة والكوكب والإنتاج الحيواني والزراعي!؟

إنشرها