Author

ثروة الأراك

|

لكل دولة ثرواتها الخاصة بها منها ما هو تحت الأرض ومنها ما هو فوق الأرض.. من ثرواتنا الوطنية في المملكة الأشجار المنتجة للمساويك مثل أشجار البشام والإسحل والسرح، إلا أن أهمها وأكثرها شيوعا هي أشجار الأراك، التي تنمو بكثرة في مناطق المملكة الجنوبية، ونجحت زراعتها في مناطق أخرى.. أفضل المساويك تستخرج من جذور شجر الأراك في عملية ليست بالسهلة ويكتنفها بعض المخاطر.. استخدام السواك بجانب أنه سنة نبوية ووردت في الحث على استخدامه أحاديث عدة فقد أثبتت الدراسات العلمية المنشورة في كثير من المجلات الطبية احتواءه على عدد من المركبات الكيميائية، التي يصعب حصرها كالسلفادورين، التراي ميثيل أمين، الفلورايد، السليكا، العفصيات، الفيتامينات، وغيرها التي تشكل في مجملها مجموعة عجيبة لها قدرة فائقة على التأثير في صحة الفم والأسنان ما بين التطهير والتنظيف والتعقيم والتبييض والتقوية، وعلى ضوء ذلك تم إنتاج معاجين الأسنان والمطهرات التي تحتوي على خلاصة جذور الأراك، وتنتج هذه المستحضرات في دول عدة بعضها لا تنمو فيه أشجار الأراك، وإنما تستورد خلاصتها مثل ألمانيا.. ومع سهولة تواصل المجتمعات مع بعضها وثبوت فوائد المساويك فقد وجدت مكانا لها في مجتمعات مختلفة، فمثلا تطرح الآن في أسواق المملكة المتحدة المساويك في علب فاخرة كتب عليها فرشاة أسنان عضوية وبياض أسنان طبيعي وتباع بعشرة جنيهات استرلينية أي ما يعادل 50 ريالا.. ثمار الأراك والمسماة بالكباث هي الأخرى ذات فوائد طبية جمة فهي مقوية للمعدة ومفيدة لالتهابات المسالك البولية وطاردة للرياح وتعد فاكهة موسمية مفضلة لدى سكان المناطق التي تنمو فيها أشجار الأراك.. وتعد الثمار مع الأوراق والأغصان غذاء مميزا للبهائم خاصة الجمال وينعكس ذلك على جودة ألبانها.. تحرق أخشاب شجر الأراك الجافة ثم تغلى بالماء ليعمل منها عجينة تدهن بها الإبل المصابة بالجرب.. وغير ذلك كثير من الفوائد التي تمتاز بها هذه الأشجار.. وإنه لمن المؤسف أن تترك هذه الثروة التي يحرص على اقتنائها الملايين من البشر لجهود فردية متواضعة، ومن هنا فإن الاستفادة من أشجار الأراك والحرص على تزريعها والاهتمام بها وإنشاء شركات مساهمة للاستفادة منها ومن مكوناتها المختلفة أمر بالغ الأهمية من الناحية الاقتصادية، بحيث تتولى مثل هذه الشركات أو وكالاتها أمر التسويق في الداخل والخارج كرافد مهم من روافد التنمية الاقتصادية.

إنشرها