أخبار اقتصادية- عالمية

فيروس كورونا يوجه ضربة للقطاع السياحي.. تعليق رحلات جوية وبرية

فيروس كورونا يوجه ضربة للقطاع السياحي.. تعليق رحلات جوية وبرية

بدأت الآثار الاقتصادية السلبية لفيروس كورونا القاتل في الصين في التوسع بعد ارتفاع تكاليف الإجراءات الاحترازية في المطارات والمناطق السياحية ومنع السلطات الصينيين من مغادرة البلاد، الذين كانوا ينفقون مليارات الدولارات في الوجهات السياحية المفضلة.
وبحسب "رويترز"، منعت سلطات هونج كونج أمس دخول سكان إقليم هوبي الصيني، الذي انتشر منه وباء فيروس كورونا استجابة لضغوط متصاعدة لتطبيق إجراءات وقائية لاحتواء الوباء.
ويشمل المنع من كانوا في الإقليم خلال الـ14 يوما الماضية باستثناء مواطني هونج كونج، وفي وقت سابق أشعلت مجموعة من المحتجين النار في ردهة مبنى سكني حديث البناء في هونج كونج اعتزمت السلطات استخدامه كمنشأة للعزل الطبي للمصابين بالمرض.
ورأى شاهد عددا من المحتجين الملثمين بالسواد يهرعون إلى مجمع سكني في حي قريب من الحدود مع الصين، ويفجرون زجاجة حارقة، كما شوهدت سحابة من الدخان الأسود تخرج من المبنى وسط دوي صفارات الإنذار.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات مواطنيها إلى تأجيل السفر إلى الصين إلا في حالات الضرورة القصوى.
وأفادت الوزارة في بيان أنه في ظل ما تشهده عدة دول من انتشار لفيروس كورونا الجديد، وحرصا من الوزارة على سلامة المواطنين، تدعو إلى تأجيل السفر إلى الصين إلا في حالات الضرورة القصوى.
وعمدت سلطات عدد كبير من دول الشرق الأوسط إلى اتخاذ تدابير وقائية من المرض، بينها اعتماد فحص حراري للقادمين من الصين.
وعززت الصين القيود على حركة السير والنقل بين الأقاليم سعيا منها لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد، بينما تستعد فرنسا والولايات المتحدة لإجلاء رعاياهما من المنطقة الخاضعة للحجر الصحي.
ومنعت حركة السير "غير الضرورية" منذ منتصف الليل في وسط المدينة التي تشهد هدوءا غير معتاد، ويقوم سائقون متطوعون وظفتهم السلطات، بنقل المرضى إلى المستشفيات مجانا.
وفي الولايات المتحدة، حيث تم تأكيد وجود ثلاث إصابات أعلنت واشنطن عن تنظيم مغادرة موظفيها الدبلوماسيين ورعاياها العالقين في ووهان، آملة في أن تقلع الثلاثاء الرحلة التي ستقلهم بعد تعليق الرحلات الجوية.
وتتواصل دول أخرى مع بكين لإجلاء رعاياها، ولا سيما فرنسا، وثمة 500 فرنسي يقطنون في ووهان، وأشارت المجموعة الفرنسية لصناعة السيارات "بي إس آه"، التي تملك فرعا لها في ووهان إلى أن موظفيها يمكن أن ينقلوا إلى شانجشا على بعد أكثر من 300 كلم نحو الجنوب.
ومع اكتظاظ المستشفيات، قررت ووهان ببناء مستشفيين يضم كل واحد منهما أكثر من ألف سرير ويتوقع أن تنتهي أعمال البناء في وقت قياسي بأقل من أسبوعين.
وفي الانتظار، يبدو أن الصين تشدد تدريجيا القيود الداخلية، فقد أعلنت عدة مدن كبيرة - بكين وتيانجين وشيان وشنجهاي - تعليق رحلات الحافلات الطويلة، التي تربطها بسائر أنحاء البلاد، وفي الشرق، قامت مقاطعة شاندونج، التي تعد 100 مليون نسمة، بالأمر نفسه.
وقد تعقد هذه الإجراءات المواصلات للسكان، الذي سافروا داخل البلاد في إطار عطلة رأس السنة الصينية التي تستمر سبعة أيام.
وأعلنت السلطات الصينية تعليق تجارة منتجات الحيوانات البرية، بعدما نشأ الوباء في سوق في ووهان، حيث كان يباع هذا النوع من الحيوانات.
وإضافة إلى ذلك قررت الحكومة الصينية تعليق الرحلات المنظمة من وإلى الصين بدءا من اليوم، في قرار قد يوجه ضربة للتجارة في مدن على غرار باريس، وهي وجهة سياحية مهمة للصينيين.
من جهتها، فرضت مقاطعة جوانجدونج (جنوب) وهي الأكثر اكتظاظا بالسكان (110 ملايين نسمة) ارتداء الأقنعة الواقية لمنع تفشي الفيروس، وفق ما أعلنت السلطات المحلية، وارتداء الأقنعة إلزامي في ووهان ومقاطعة جيانغشي (وسط)، وكذلك في عدة مدن كبيرة.
إلى ذلك، يشكل حظر الصين سفر المجموعات السياحية إلى خارج البلاد صفعة قوية للقطاع السياحي وبخاصة في اليابان وتايلاند.
وذكرت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أن السائحين الصينيين شكلوا نحو ثلث حجم السياحة الوافدة إلى اليابان خلال 2019، وهو العام الذي تضرر فيه نمو السياحة بسبب نزاع بين اليابان وكوريا الجنوبية وسلسلة من الحوادث المتعلقة بظروف الطقس المتغير.
وتستهدف اليابان اجتذاب 40 مليون سائح خلال العام الجاري، وبفضل اتخاذ الحكومة اليابانية خطوات لتسهيل عملية إصدار التأشيرات، ارتفع حجم السياحة الوافدة في اليابان بأربعة أمثال تقريبا العام الماضي، مقارنة بعام 2012 ليصل إلى 31.9 مليون زائر، وهو ما أدى إلى ازدهار قطاعات متعددة بداية من مستحضرات التجميل حتى السلع الاستهلاكية وأعمال الضيافة، وأكدت السلطات الصحية في اليابان أمس اكتشاف ثالث حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد في البلاد.
وذكر رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي أن حكومته ستجلي المواطنين الذين يريدون مغادرة مدينة ووهان الصينية، مركز تفشي فيروس كورونا.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) عن آبي قوله للصحافيين إن الحكومة عملت على تحديد ما إذا كان المواطنون يريدون مغادرة ووهان أم لا، ودراسة سبل إخراجهم من المدينة، التي تخضع لحالة طوارئ.
وأضاف أن الحكومة ستستأجر طائرات وتتخذ جميع الخطوات المحتملة الأخرى لإخلاء المواطنين، فور اتخاذ الترتيبات مع الصين.
وذكرت محطة "سي.سي.تي.في" الحكومية الصينية أن ملاهي ديزني لاند وأوشن بارك بهونج كونج ستغلقان للمساعدة في منع انتشار الفيروس القاتل، ولكن المحطة قالت إن العمل سيسير كالمعتاد في الفنادق داخل ديزني لاند بهونج كونج.
وفي تايلاند، يواجه اقتصاد البلد الآسيوي اضطرابا جديدا بعد أن حظرت الصين سفر المجموعات السياحية منها إلى الخارج في إطار جهودها للحد من تفشي فيروس كورونا الجديد.
وذكرت "بلومبيرج" أن البيانات الحكومية في تايلاند أظهرت أن السائحين الصينيين، الذين يسافر كثير منهم في مجموعات، أنفقوا نحو 18 مليار دولار في تايلاند العام الماضي، وهو ما يزيد على ربع إجمالي ما أنفقه جميع السائحين الأجانب في الدولة خلال الفترة نفسها.
ويسهم قطاع السياحة ككل بـ21 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، وفقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة.
وتواجه السياحة والتصدير بالفعل ضغطا بسبب ارتفاع قيمة العملة التايلاندية، كما تمثل الفوضى المحيطة بالميزانية السنوية عقبة أخرى في طريق النمو.
وكشفت الحكومة النقاب عن حزم تحفيز بقيمة تزيد على عشرة مليارات دولار خلال الأشهر القليلة الماضية لدعم الاقتصاد، الذي أظهرت تقديرات بنك تايلاند أنه سجل أضعف معدل للنمو خلال خمسة أعوام في 2019.
وكتب تيم ليلاهافان، الخبير الاقتصادي في "ستاندرد تشارترد بنك" في بانكوك، في مذكرة له أن "تفشي فيروس كورونا الجديد خطر.. كما يمكن لقوة البات التايلاندي أن تؤثر في نمو السياحة. ولا يتوقع أن يقدم ذلك أي مساعدة للاقتصاد المتباطئ بالفعل".
وفي تايوان، شددت السلطات القيود المفروضة على الزوار القادمين من الصين، وقررت منع دخول كثيرين منهم، ما عدا القادمين من أجل أنشطة تجارية وبعض الاستثناءات القليلة مثل أطراف الزواج بين مواطني البلدين.
ولدى تايوان روابط اقتصادية وثقافية وثيقة بالصين وقد رصدت أربع حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد، ومنعت بالفعل زيارة المجموعات السياحية الصينية، وحظرت تايوان على جميع القادمين من هوبي دخول الجزيرة في الوقت الراهن.
وأعلن مركز القيادة المركزي للتصدي للوباء، الذي أسسته تايوان أخيرا، في بيان أنه لن يتم السماح بدخول معظم المواطنين الصينيين الآخرين في الوقت الراهن، عدا المشاركين في مكافحة الفيروس أو القادمين لأسباب إنسانية.
وأضاف مركز القيادة أنه سيتم السماح أيضا بدخول القادمين من أجل ممارسة أنشطة تجارية، لكن سيتعين عليهم الموافقة على الخضوع لمراقبة حالتهم الصحية لمدة أسبوعين بعد الوصول إلى الجزيرة.
أما الأزواج والزوجات المتزوجون من تايوان فسيتعين عليهم البقاء في الحجر الصحي بالمنزل للفترة نفسها، وذكرت القيادة المركزية للتصدي للوباء، أنه لن يتم السماح بعودة الطلاب الصينيين، الذين يدرسون في تايوان قبل التاسع من شباط (فبراير).

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية