أخبار اقتصادية- عالمية

فيروس الصين يهدد إمدادات النفط ويهبط بالبورصات ويوجه ضربة للسياحة

 فيروس الصين يهدد إمدادات النفط ويهبط بالبورصات ويوجه ضربة للسياحة

يتوقع محللون أن يؤدي الفيروس القاتل في الصين إلى عرقلة الطلب العالمي بمقدار 260 ألف برميل يوميا هذا العام، وتحديدا فيما يخص وقود الطائرات قياسا على أزمة مشابهة وهي أزمة وباء السارس في 2003.
ورجح المحللون استمرار تقلبات أسعار النفط خلال الأسبوع الجاري، بعد أن تهاوت على نحو حاد في الأسبوع الماضي إثر انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين، وما ترتب عليه من شلل واسع في النقل وتوقف العمل في المطارات، ومن ثم تهاوي الطلب على الوقود.
وأوضحوا أن الأسعار ما زالت تتلقى دعما من تخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف "أوبك+"، والتي من المتوقع تمديدها إذا استمرت ظروف السوق النفطية في ظل الأوضاع الحالية.
وأضافوا أن النفط تكبد خسائر قياسية الأسبوع الماضي بسبب التوتر الحاد في الأسواق بفعل الفيروس القاتل في الصين، التي ستضعف الطلب في وقت يعانيه السوق من اتساع وفرة الإمدادات العالمية، على الرغم من انخفاض المخزونات الأمريكية بشكل غير متوقع.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أي" لخدمات الطاقة، إن أزمة انتشار الفيروس في الصين قادت إلى اضطرابات حادة في السوق، حيث انخفضت العقود الآجلة في نيويورك 4.6 في المائة الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن تقديرات دولية كشفت عن أن الفيروس قد يصيب الاستهلاك الصيني بشكل حاد، خاصة مع توقعات بنك جولدمان ساكس بانخفاض الطلب النفطي بشكل حاد خلال الأيام المقبلة.
وأضاف كيندي، أن معنويات السوق متباينة بسبب عدم اليقين بشأن تطورات الوضع الراهن وحجم تداعياتها على النمو الاقتصادي، وعلى الطلب العالمي، خاصة بعدما تسببت الأوضاع الجديدة في إفساد موسم الرحلات، والسياحة المرتبطة بعطلة السنة القمرية الجديدة، الذي يعد أكبر موسم سياحي في الصين وعديدا من الدول الآسيوية.
من جانبه، يعتقد ألكسندر بوجل المحلل في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية، أن السوق النفطية تواجه تحديات جسيمة ومتلاحقة، إذ لم تكد السوق تشهد تحسنا نسبيا عقب تراجع وتيرة الاضطرابات الجيوسياسية الحادة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذا العام، حتى واجهت أزمة انتشار الفيروس الصيني المدمر.
وأشار لـ"الاقتصادية"، إلى أن العوامل الإيجابية ما زالت باقية وقادرة على انتشال السوق النفطية من أزماتها، ومنها صفقة التجارة الأولى بين بكين وواشنطن، التي قدمت دعما إيجابيا لتوقعات النمو الاقتصادي وعززت توقعات الطلب قبل أزمة فيروس كورونا، معتبرا أن الانخفاض المفاجئ للمخزونات الأمريكية أسهم كثيرا في تحسين معنويات السوق وقلل من مخاوف توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن تخمة المعروض النفطي هذا العام.
من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية"، بيتر باخر المحلل والمختص في الشؤون القانونية في قطاع النفط، أن الوضع الحالي ملتبس في الأسواق العالمية، ومن ثم لا يمكن تقييم الظروف الراهنة إلا بعد الاستقرار وتجاوز تأثيرات العوامل الطارئة وبالتحديد قضية فيروس كورونا الصيني، الذي نال كثيرا من معنويات السوق في الأيام الماضية.
وأضاف بيتر باخر، أن المشكلات، التي يمكن أن تؤثر سلبا في الطلب تتمتع بقدر أكبر من الحساسية من المعنيين بالسوق وأطراف الصناعة، لأن نمو الطلب هو الشغل الشاغل لأطراف عديدة وأهمها المنتجون في "أوبك+" لأنه يحدد مستقبل الصناعة ويؤثر في شهية المستثمرين في ضخ رؤوس أموال واستثمارات جديدة في هذا القطاع الحيوي.
بدورها، تقول لـ"الاقتصادية"، أرفي ناهار المختصة في شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب"، إن الاقتصاد العالمي أمام محنة واختبار جديد، وهو الذي لم يتعاف بعد من تداعيات الحرب التجارية، مشيرة إلى أن التقارير الدولية للبنوك والمؤسسات الدولية تظهر هبوط الإنفاق على النقل والترفيه 10 في المائة، وبالتالي فإن إجمالي الناتج المحلي للصين سينخفض بنحو 1.2 في المائة، وهو ما يعد ضربة قوية للطلب العالمي على الطاقة وبخاصة النفط الخام والوقود.
ولفتت أرفي، إلى أن البيانات الدولية تشير إلى التأثير الكبير والمتنامي لمخاطر الفيروس الصيني، خاصة إذا استمرت الأزمة لعدة شهور، بحسب توقعات بعض الجهات المسؤولة ومنها منظمة الصحة العالمية، لافتة إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الفيروس القاتل قد يعوق الطلب العالمي بمقدار 260 ألف برميل يوميا هذا العام، وتحديدا فيما يخص وقود الطائرات قياسا على أزمة مشابهة وهي أزمة وباء السارس في 2003.
وكانت أسعار النفط قد هوت بأكثر من 2 في المائة يوم الجمعة، وتكبد برنت أشد خسارة أسبوعية له فيما يربو على عام بفعل المخاوف من اتساع نطاق فيروس الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، بما قد يكبح الطلب على السفر والطاقة.
وبحسب "رويترز"، أغلق سعر التسوية لخام مزيج برنت عند 60.69 دولار للبرميل، منخفضا 1.35 دولار بما يعادل 2.2 في المائة، بينما هبط خام القياس العالمي 6.4 في المائة خلال الأسبوع، في أكبر تراجع أسبوعي له منذ 21 كانون الأول (ديسمبر) 2018.
وأغلقت العقود الآجلة للخام الأمريكي على 54.19 دولار، حيث فقدت 1.4 دولار أو 2.5 في المائة يوم الجمعة ونزلت 7.4 على مدار الأسبوع، في أكبر انخفاض أسبوعي منذ 19 تموز (يوليو).
وأضافت شركات الطاقة الأمريكية حفارات نفطية للمرة الأولى في أربعة أسابيع رغم أن وتيرة النمو في إنتاج قياسي للخام الأمريكي من المتوقع أن تتباطأ.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي، الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن الشركات أضافت 14 حفارا نفطيا في الأسبوع الماضي، ليصل إجمالي عدد الحفارات النشطة إلى 673 حفارا، وفي الأسبوع نفسه قبل عام، كان هناك 852 حفارا قيد التشغيل.
وفي 2019، هبط عدد حفارات النفط النشطة في الولايات المتحدة، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، للعام الأول منذ 2016 مع قيام شركات مستقلة للاستكشاف والإنتاج بخفض الإنفاق على عمليات الحفر الجديدة بينما يسعى المساهمون إلى عوائد أفضل في بيئة من أسعار الطاقة المنخفضة.
وقال جيفري هالي، محلل السوق لدى "أواندا"، إن "عمليات بيع النفط في الأسبوع الماضي تواصلت بوتيرة سريعة مع استمرار المخاوف بشأن تأثيرات تباطؤ اقتصادي في آسيا ناجم عن الفيروس على الطلب العالمي.. ونتوقع استمرار هشاشة أسعار النفط".
وتلقت الأسعار الدعم بفعل أنباء عن انخفاض مخزونات النفط ونواتج التقطير في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من أن التراجع في المخزونات لم يماثل توقعات المحللين في استطلاع أظهر انخفاضا قدره مليون برميل، فإن مخزونات النفط نزلت بمقدار 405 آلاف برميل في الأسبوع المنتهي في 17 كانون الثاني (يناير).
واستقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط عند مستوى قياسي خلال الأسبوع الماضي، مع بقاء الصادرات الأمريكية من الخام قرب 3.5 مليون برميل يوميا.
وبحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، فإن إنتاج الولايات المتحدة النفطي استقر عند 13 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي ليظل عند أعلى مستوى في تاريخه، وهي مستويات الأسبوع السابق له نفسها.
وتراجعت الصادرات الأمريكية من النفط، إلى 3.414 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي وهو مستوى أقل بنحو 67 ألف برميل يوميا، مقارنة بالأسبوع السابق له.
كما هبطت واردات الخام الأمريكي بنحو 120 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع المنقضي مسجلة 6.432 مليون برميل يوميا، ويعني انخفاض واردات النفط الأمريكية بأكثر من الصادرات أن صافي واردات الولايات المتحدة من الخام تراجع بنحو 53 ألف برميل يوميا لتسجل 3.018 مليون برميل يوميا.
وتراجعت المخزونات الأمريكية بنحو 0.4 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل التوقعات، التي كانت تشير إلى هبوط 0.1 مليون برميل، كما ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 1.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية