أخبار اقتصادية- عالمية

ميركل: لا أود رؤية قطبية ثنائية في العالم .. والمناخ قضية وجودية

ميركل: لا أود رؤية قطبية ثنائية في العالم .. والمناخ قضية وجودية

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس "إنه يتعين على أوروبا التوصل إلى توازن بين التقارب مع الولايات المتحدة، والعلاقات الاقتصادية مع الصين".
وبحسب "الألمانية"، أضافت ميركل أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، "لا أود رؤية قطبية ثنائية في العالم. أقولها بشكل واضح تماما"، لافتة إلى أن النظام المجتمعي للولايات المتحدة أقرب إلى أوروبا.
ولهذا السبب، أكدت المستشارة أنه يتعين على أوروبا التوصل إلى "طريق ذكي" بين الشراكة مع الولايات المتحدة في القيم الأساسية وبين تحقيق منافسة اقتصادية يمكن فيها اتخاذ قرار بشكل مختلف.
وتابعت المستشارة أنه "يتعين على الأوروبيين أن يحددوا بشكل ذكي تماما الطريقة التي نتعامل بها حاليا مع معروضات صينية في عصر الرقمنة".
وألمانيا منشغلة حاليا في إطار تطوير شبكة الجيل الخامس "جي5" بطبيعة الدور المفترض أن تقوم به الصين في هذا الصدد، ويثار نقاش منذ أشهر بشأن إذا ما ما كان يجب استبعاد شركة هواوي الصينية من تطوير شبكة الجيل الخامس في البلاد.
وكانت ميركل عارضت وضع قاعدة خاصة لشركة "هواوي" وحدها، ويتخوف منتقدون من احتمال أن تتيح "هواوي" للاستخبارات الصينية أنشطة التجسس أو الأنشطة التخريبية، عن طريق تقنيتها الخاصة.
وذكرت ميركل "لا أعتقد أنني سأجعل نفسي أشعر بأمان تام عندما أوقف تشغيل موردين للخدمة تماما، ولا أعلم بعد ذلك كيفية تطورهم".
من جهة أخرى، حذرت المستشارة الألمانية من حدوث نزاعات اجتماعية في إطار مكافحة الاحتباس الحراري، مشيرة إلى أن حماية المناخ قضية وجودية، وأن هناك فرصا كبيرة في تحقيق تعاون مع الصين في مجال حماية المناخ.
وقالت ميركل، "إن هناك حالة من الصمت بين الأشخاص الذين ينكرون التغير المناخي من الأساس، والأشخاص الذين يعدون حماية المناخ أولوية ملحة"، لافتة إلى أن ذلك يشعرها بالقلق، مشددة على ضرورة تجاوز هذا "الصمت" عبر تعزيز الحوار.
وأضافت المستشارة أنه "يجب التعامل مع "عدم صبر الشباب" في هذا الشأن بشكل إيجابي وبناء"، مشيرة إلى أن الشباب لديهم منظور حياتي مختلف تماما، "ولهذا السبب، نحن مطالبون بالتحرك".
وأشارت ميركل إلى أن بلادها ستتوقف عن استخدام الطاقة النووية وأيضا عن توليد الطاقة بالفحم حتى عام 2038 كحد أقصى، و"إن أمكن" حتى 2035.
ونوهت المستشارة الألمانية، بأن ذلك يعد أحد أهم القضايا التي سيتم طرحها على جدول أعمال القمة المقررة في ألمانيا بين الاتحاد الأوروبي والصين في أيلول (سبتمبر).
وأضافت أن "الصين ستدخل نظاما للتعامل مع الانبعاثات"، لافتة إلى أنه يمكن ربط هذا النظام بالنظام الأوروبي.
وقالت ميركل "مسألة تحقيق أهداف اتفاقية باريس يمكن أن تكون قضية بقاء على قيد الحياة بالنسبة إلى القارة بأكملها.. لذلك هناك ضغط عمل في هذا الشأن".
وتابعت المستشارة أن "هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 5.1 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الصناعة، لا يمكن أن يتحقق عبر الالتزامات الحالية للدول".
وشددت على أنه يتعين على العالم اتخاذ تحرك مشترك، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه يتعين على كل دولة القيام بإسهام أيضا، وأوضحت أن مهمة البقاء تحت 1.5 درجة مئوية تعني بالنسبة إلى أوروبا أنه يجب أن يلتزم المرء بالحياد المناخي حتى عام 2050 "لا أكثر ولا أقل".
وأضافت أن "ذلك يعني عدم انبعاث مزيد من غازات الدفيئة وموازنة الانبعاثات التي لا يمكن تجنبها"، عادّة ذلك بالطبع بمنزلة "تحولات ذات أبعاد تاريخية هائلة.. يعني هذا التحول في الأساس التخلي خلال الأعوام الـ30 المقبلة عن الطريقة الكاملة للعيش والحياة التي اعتدناها طوال الحقبة الصناعية".
وإضافة إلى حماية المناخ، أشارت المستشارة إلى أنه يمكن أيضا إبرام اتفاقية لحماية الاستثمارات مع الصين.
ونوهت ميركل بأن الصين لديها نشاط كبير في إفريقيا أيضا، وأوضحت أنه يمكن للاتحاد الأوروبي والصين التوصل إلى معايير مشتركة كي يتسنى لدول إفريقية تطوير نفسها بنفسها.
وذكرت المستشارة أنه من المقرر أيضا أن يصير تكثيف التعاون مع إفريقيا أحد النقاط المحورية لرئاسة ألمانيا المجلس الأوروبي في النصف الثاني من عام 2020.
إلى ذلك، هاجمت أنيجرت كرامب كارنباور وزيرة الدفاع الألمانية روبرت هابك زعيم حزب الخضر الألماني، بسبب انتقاده اللاذع للرئيس الأمريكي دونالد ترمب في "دافوس".
وقالت كرامب كارنباور التي خلفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا على هامش المنتدى "ربما يكون لكل شخص رأيه الخاص بشأن تصريحات دونالد ترمب، بالنسبة إلي الأهم هو المصالح الألمانية، ما الذي قام السيد هابك بتحسينه من خلال هذا التصريح لأجل مصلحة جمهورية ألمانيا الاتحادية وأوروبا ولأجل حماية المناخ أيضا؟ لا شيء".
ووصف هابك خطاب ترمب الافتتاحي في "دافوس" بأنه "كارثة" عادّا الرئيس الأمريكي هو "الخصم، إنه يساند جميع المشكلات التي نواجهها".
في المقابل، ذكرت كرامب كارنباور أنها لم تفاجأ بطريقة ظهور ترمب، وأضافت "خطاب دونالد ترامب في "دافوس" لم يكن مفاجئا، إنه يعكس ما قاله وما فعله حتى الآن خلال الأعوام الثلاثة التي تولى فيها منصب الرئيس".
وحذر الرئيس الأمريكي في خطابه من التشاؤم، وقال "إن الخوف والشك غير جيدين، وعلى المرء أن ينظر إلى الأمام بطريقة أكثر تفاؤلا".
وأشار ترمب في هذا السياق إلى من وصفهم بـ"الشؤم"، الذين يحذرون من أن العالم على شفير أزمة بيئية كبيرة، في إشارة إلى التحذيرات من تداعيات التغير المناخي.
ودعت الوزيرة الألمانية إلى اتباع نهج أكثر إلزاما في أوروبا في النزاع التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقالت "السؤال حاليا يتمثل فيما يمكننا فعله بذكاء في مصلحة ألمانيا وأوروبا وكيف نتحدث بوعي مع شريكنا المهم الولايات المتحدة الأمريكية، يتعين على أوروبا أن تحدد مصالحها المشتركة بشكل أكثر قوة وتصير أكثر قدرة على التصرف، من أجل تحقيق هذه المصالح".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية