ثقافة وفنون

الابتعاث الثقافي أساس متين لاقتصاد منافس

الابتعاث الثقافي أساس متين لاقتصاد منافس

الابتعاث الثقافي أساس متين لاقتصاد منافس

غذت وزارة الثقافة شغف السعوديين أدبيا وفنيا من خلال فتح باب الابتعاث الثقافي لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في تخصصات ثقافية متنوعة، في أبرز المؤسسات التعليمية على مستوى العالم.
ويوقد البرنامج الأول من نوعه في تاريخ المملكة، المواهب الدفينة داخل الشباب، حيث يزيح الستار عن إبداعاتهم وينميها، ويمنح المثقف السعودي المعارف الصحيحة للنهوض بالقطاع الثقافي إلى المستوى الذي يليق بمكانة المملكة وقيمتها الحضارية، مستهدفا تطوير الثقافة السعودية، وفق منظور شامل، يضع التعليم أساسا لصناعة وتطوير الكوادر الوطنية المتخصصة في المجالات الثقافية والفنية، وتأهليهم وتدريبهم لتطوير بناء القدرات في القطاع الثقافي السعودي، وتلبية احتياجات سوق العمل المتزايدة.

التعليم أولا .. وأخيرا
في كلمة له على موقع وزارته، يقول أمير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، حول برنامج الابتعاث "إنه جاء إيمانا بدور المعرفة الجادة الرصينة في بناء مستقبل غني مزدهر في الثقافة والفنون، يعزز هويتنا الوطنية ويشجع الحوار الثقافي في العالم، إذ رفعت وزارة الثقافة راية "التعليم أولا.. التعليم أخيرا"، وبرنامج الابتعاث بذرة أولى لحصاد ثقافي مثمر"، عادا "التعليم جوهر مشروعهم، والقادم أكثر وأجمل"، على حد تعبيره.
وينبثق البرنامج من سياق مشروع تعليمي رائد منسجم مع ما تشهده المملكة من تطوير شامل في القطاعات كافة، وسيشجع البرنامج القطاعات الثقافية ويرفدها بالكفاءات والقدرات البشرية المتسلحة بالعلم والموهبة والإبداع والطموح، لتسهم في رحلتنا الثقافية نحو مستقبل غني تزدهر فيه كل أشكال الثقافة والفنون، ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي.
وبحسب بيان لوزارة الثقافة، فإن البرنامج الذي فتح أبوابه هذا الأسبوع لاستقبال طلبات المتقدمين يتيح دراسة علم الآثار، التصميم، المكتبات، المتاحف، الموسيقى، المسرح، صناعة الأفلام، الآداب، اللغات، الفنون البصرية، فنون العمارة، فنون الطهي وغيرها من صنوف وألوان المعارف الثقافية والفنية، حيث يستقبل جميع طلبات الانضمام إلى البرنامج وفق ثلاثة مسارات، هي: مسار الدارسين على حسابهم الخاص، مسار الحاصلين على قبول مسبق، ومسار الراغبين الجدد في الدراسة، فيما تشمل قائمة الجامعات مؤسسات تعليمية مرموقة، تضم نحو 50 جامعة، مثل هارفارد، ييل، ستانفورد، كولومبيا، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أوكسفورد، كامبردج، بكين، السوربون، طوكيو، أستراليا الوطنية، سنغافورة الوطنية، سول الوطنية، ميونيخ، وغيرها.

اعتراف رسمي
يجسد البرنامج اعترافا رسميا بأهمية الثقافة وتفرعاتها العلمية، بعد أن بقيت أعواما خارج مظلة الابتعاث الخارجي، وسط تركيز على التخصصات العلمية والطبية.
وتعول "الثقافة" على البرنامج لإحداث نقلة في جودة الثقافة، كأحد أركان قطاع الخدمات الذي يحتاج إلى مزيد من الاستثمارات؛ لتوليد الفرص الحقيقية للشباب السعودي في التدريب والتأهيل والتوظيف.
ويقدم البرنامج عددا من المزايا للطلاب والطالبات في مسار الدارسين على حسابهم الخاص ومسار الحاصلين على قبول مسبق، سعيا إلى تحقيق الهدف المنشود من الابتعاث بمعايير مرتفعة وصورة مرضية، ويتضمن ذلك تحمل البرنامج جميع تكاليف الدراسة، والضمان المالي، ومصاريف المعيشة للطالب ومرافقه، إضافة إلى الرعاية الصحية، وتذاكر السفر من المملكة إلى مقر البعثة والعكس، وتقديم برامج إرشادية تركز على متابعة المبتعث وتقييم تطوره الأكاديمي، ومد يد العون له في كل ما من شأنه تعزيز غايات البرنامج وتحقيق تطلعاته، إضافة إلى إمكانية الانضمام إلى برامج تدريبية خارج المملكة بعد التخرج، تتفاوت مدتها بما يصل إلى عامين كحد أقصى، مع استمرار صرف مكافأة الطالب الشهرية، وجميع المميزات الأخرى.
كما يقدم البرنامج مزايا إضافية لطلاب المسار الثالث الدارسين الجدد الذين لم يبدأوا الدراسة ولم ينالوا القبول الجامعي، حيث سيقدم تأهيلا كاملا للمتقدمين يتضمن تزويدهم بما يساعدهم على الحصول على قبول من المؤسسات التعليمية وتذليل العقبات التي تواجههم، واستكمال أوجه النقص لديهم كالقدرة اللغوية والمهارات الشخصية، وإقامة ورش عمل تدريبية لتطوير مواهبهم وتزويدهم بالقدرات والمهارات اللازمة لإكمال دراساتهم، وتمكينهم من الالتقاء بالخبراء المختصين في المجالات المتعلقة بالبعثة، وتوفير الوقت والجهد على الطلاب ودعمهم بكل الخدمات التي تتطلبها عملية تسجيلهم، كالتدريب على كتابة النبذة الشخصية، وتجهيز الملف الشخصي بأسلوب صحيح ومتقن، إضافة إلى التدريب على تجارب الأداء الحي، إن تطلب التخصص المرادة دراسته ذلك.

أكاديميات وبرنامج لأبناء العلا
كانت وزارة الثقافة قد استبقت برنامج الابتعاث بإعلانها تأسيس أكاديميتين للفنون؛ واحدة متخصصة في التراث والفنون التقليدية والحرف، وستبدأ في استقبال طلبات الالتحاق بها في خريف 2020، وتستهدف ألف طالب ومتدرب في البرامج طويلة الأجل وقصيرته، فيما ستكون الأكاديمية الثانية خاصة بالموسيقى، وستستقبل ألف طالب ومتدرب ابتداء من عام 2021. فيما فتحت الهيئة الملكية لمحافظة العلا باب الابتعاث لحملة الثانوية العامة من أبناء وبنات العلا، في جامعات ومؤسسات أكاديمية مرموقة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وأستراليا، ليسهموا في صقل مهاراتهم القيادية، مع تطوير قدراتهم في ريادة الأعمال في مجالات تخصصاتهم، مع تعلم لغات دول الابتعاث للمساهمة في التنمية المستدامة في المحافظة وقيادة المستقبل فيها، حيث ستوفر الدرجات العلمية التي سيحصل عليها المبتعثون المهارات والخبرات والتخصصات والأدوات التي ستحتاج إليها سوق العمل مستقبلا في العلا، وسيتمكنون لدى عودتهم من الخارج من المساهمة بشكل فاعل في تشكيل وصياغة مستقبل وتاريخ العلا المقبل.
وجاء البرنامج مدفوعا بالنشاط الكبير في قطاع الآثار في الأعوام الأخيرة، ولا سيما في محافظة العلا، حيث تشهد عددا من المشاريع لاكتشاف الآثار وتوثيقها، كما تستقبل الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين قدموا لاكتشاف كنوزها والحضارات التي عاشت على أرضها.
وأسهم في دفع الاقتصاد الثقافي، الحراك الحاصل في صناعة الأفلام، والطفرة في افتتاح دور السينما، بعد غياب دام أكثر من ثلاثة عقود، وإعلان وزارة الثقافة مسابقة "ضوء" لتمويل الأفلام، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، إضافة إلى مهرجان للطهي، أحد 16 قطاعا تركز "الثقافة" عليها في مبادراتها وأنشطتها وجهودها.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون