Author

مؤشر العمرة

|

صحوت في إحدى الليالي بعد الثالثة فجرا. توجهت إلى مشاهدة التلفزيون لأفاجأ بالكم الكبير من الموجودين في ساحات الحرم المكي الشريف في تلك الساعة المتأخرة من الليل، وتذكرت أيام الحج وكأنها عادت في تلك الليلة. رجعت إلى مؤشر العمرة الأسبوعي لأكتشف أن عدد المعتمرين في ذلك الأسبوع تجاوز مليونا ونصف المليون معتمر.
هذه الأعداد الكبيرة وما تحتاج إليه من خدمات في مختلف المجالات لم تعد تشكل تحديا للقدرة الإدارية في بلادنا ولله الحمد. الأمر المهم في هذه الحالة الفريدة هو التشجيع المستمر على التفرد والتميز والتفاعل مع الأحداث. عندما تخوف الناس من فتح العمرة وتسهيل القدوم لكل من أراد ذلك، كانت القيادة تتحدى وسائلها وقدرات مكونات العمل المتشعبة في أن تتفاعل مع الحدث وتأتي بالجديد المفيد.
لعل من المفيد التذكير بمعهد أبحاث الحج والعمرة الذي ينظر إلى الموضوع من جهة علمية وإدارية وهندسية مختلفة ويوجد الحلول ويتبنى الأفكار ويسهم في تعميمها على كل مكونات العمل في مكة المكرمة والموانئ التي يستخدمها القادمون للبلد العتيق من كل أنحاء العالم.
يأتي في الوقت نفسه السماح بتأشيرات الزيارة والسياحة وهي الأخرى تمثل تحديا في مواقع ومجالات أخرى. الخوف من القادم والابتعاد عن مواجهة تلك المخاوف لا يمكن إلا أن يحرمنا من الاستفادة من قدرات المنظومات والأشخاص الذين يمثلون الثروة الحقيقية والمكون الفاعل في تحديات المستقبل، وهو ما تركز عليه "رؤية المملكة". مع استمرار النشاط والجاذبية الواضحة لمكونات المملكة وما نشاهده من تعلق السياح بها، يستمر التزامنا بتطوير أنفسنا والعمل على زيادة كم البحث العلمي والتشجيع لكل الأفكار والأنشطة التي تسهم في دعم تقدم بلادنا في بيئة تنافسية كبيرة تتبناها كل دول العالم.
أعود إلى جمال الحرم المكي وشقيقه المدني وما يتوافر فيهما من خدمات وتشجيع ودعم, وأدعو إلى الكشف عن كل ما يمكن أن نسهم فيه لراحة وسهولة هذه الرحلة الإيمانية التي ميزنا الله بها واصطفانا لها.

إنشرها