default Author

الدفن في السماء

|

الموت في حد ذاته حكاية وسر من أسرار هذا الكون والحقيقة الحتمية التي لا مفر منها ونهاية كل ميت مواراته في الثرى بعد توديعه في آخر لقاء معه، وديننا يعد الدفن من إكرام الإنسان وحفظ كرامته حيا وميتا. كل منا يعرف مآله في الدنيا ويدعو الله أن يوسع في قبره ويجعله روضة من رياض الجنان، لكن ما شعورك لو عرفت أن نهايتك في أكباد الطيور أو ورماد تذروه الرياح أو مرمي في قاع مستنقع؟ في أغرب طرق دفن قد تسمع عنها في حياتك!
تحول بعض قبائل البرازيل وقبائل بابوا في غينيا ميتهم إلى وجبة شهية لأفراد العائلة، تخيل أن تجلس على مائدة تتناول لحم صديقك أو أحد أفراد أسرتك!
حيث يعتقدون أن أكل جسد الميت سينقل إليهم طاقته وقوته وسيحرر جسد الميت الدنيوي، وينقله إلى أرض الموتى، لذلك يحرصون على أكل الميت كاملا حتى عظامه يهشمونها ويأكلونها بالخضراوات!
وفي منغوليا يتم تقطيع الجثة وتركها فوق قمة جبل لتكون طعاما للطيور ثم تجمع العظام وتدفن في قبر صغير تزوره العائلة سنويا!
وفي اعتقادهم أن طريقتهم هذه أفضل من ترك الجسد يتعفن في الأرض بلا فائدة، ويجعل جسده يلتحم مع السماء، فيما يعرف بالدفن السماوي، أما الزرادشتيون فيقومون بوضع الجثث فوق الأبراج النائية وتبقى هناك حتى تتحلل، معتقدين بذلك أنهم يحافظون على الأرض من التلوث بباقي جسد الميت!
وفي قبيلة يانومامي إحدى قبائل غابات الأمازون يتم لف جسد الميت بأوراق الأشجار ويترك في الغابة لتتغذى عليه الحشرات وبعد 45 يوما تجمع العظام وتطحن وتضاف إلى حساء الموز لتصبح طبقا شهيا للصغار والكبار وهم بهذا يمهدون للميت طريقا للجنة حسب اعتقادهم!
ومن الأرض إلى غصون الأشجار حيث يتم ربط جثث الموتى المكفنة في أغصان الأشجار القديمة في مسقط رأس الميت وبعض القبائل يقومون برمي جثث موتاهم في مستنقعات قذرة للتخلص منهم اعتقادا منهم بتحولها إلى عنصر دخيل على الكون، لكن الحكومات منعته بسبب مرض الطاعون!
وفي الصين كان بعض القبائل يعلق توابيت الموتى في أعلى جرف أو جبل معتقدين بذلك أنهم يمنحون أرواح الموتى حرية التجول في السماء دون عوائق، هذا غير تجميد الموتى الذي تقوم به شركات متخصصة في الغرب اليوم ظنا منهم أن المستقبل كفيل بكشف طرق لإعادتهم إلى الحياة وهي عملية مكلفة جدا خلافا للطرق السابقة أو تحنيطهم وإخراجهم سنويا للرقص معهم ولا نقول إلا الحمد لله على نعمة الإسلام وتكريمه الميت.

إنشرها