Author

البحث عن الثراء السريع

|

يؤسفني أن أقول لكل الشباب إن مفهوم الثراء السريع الذي يعبر عنه ويروج له كثير ممن حولهم ما هو إلا سراب يحسبه الظمآن ماء. الواقع الذي نعيشه يؤكد أن المال وتضخمه في يد الناس مرتبط بمعايير ليس منها الدعة والسكون وتسليم الكاش لمن يعد بالوعود الذهبية أو يمارس ألاعيب يورط بها الناس وينهي بها مستقبلهم ويجعلهم في قوائم المقترضين التي تستمر في الطول، بسبب كثير من المفاهيم غير المنطقية التي يتبناها عدد متزايد من الشباب.
كلنا عاش فترات شاهدنا فيها عمليات النصب والاحتيال تسيء إلى مجهود الآخرين، ولعل الدخول في مجال غير معلوم أمر يبدأ مع حال التراجع المالي والاقتصادي للأشخاص. وها نحن نكتشف يوما بعد آخر مزيدا ممن تعاملت معهم الجهات الأمنية في مجال البحث عن الثراء السريع. لعل واحدا من أخطر المحاولات هو الاعتماد على العمالة في تحصيل الأموال من خلال أعمال غير مشروعة. هناك كثير من حالات القبض على منشآت مشبوهة سواء كانت من قبل الجهات الأمنية أو من الجهات الرقابية على الأسواق، وقد يقع ضحيتها بعض الشباب الذين لا ناقة لهم ولا جمل في العملية برمتها، وتنحصر إسهاماتهم في أنهم اقترضوا الأموال لاستئجار المواقع أو شراء وسائل الطهي أو الاتصال أو التصنيع الرديء المؤدي في النهاية إلى مخاطر على المستهلك وعلى سمعة السوق ومصير الشخص نفسه.
الوسيلة الأهم والأجدى للبحث عن الرزق هي في تحقيق المبادئ الأساس التي يمكن تعميمها على الجميع وأولها التعليم. إن الحصول على تأهيل علمي يناسب قدرات الشخص ويتوافق مع احتياجات السوق أولى خطوات النجاح. لعل من يشاهد بعض المقاطع لحالات ثراء شاذة عن هذه الوصفة، يخدع ويظن أنه سيكون ممن يقدر لهم أن يحققوا الثروة.
أقول إن الحالات الشاذة لا تتجاوز نسبة واحد من عشرة آلاف على مستوى العالم، وهذه كلها حالات لها من الاختلاف ما يجعل تعميمها على الجميع صعبا، ولو كان الأشخاص أنفسهم في موقع مختلف أو حال غير الحال لما حصلوا على ما حصلوا عليه من الثروات. هذا لا يعني أن ينتهي فكر الشاب لأن يفقد القدرة على الإبداع ومحاولة تطوير الذات، فهذه من الأصول المهمة التي ستعين كل واحد على الإبداع في مجاله، ولهذا المفهوم بحث آخر وحديث مقبل بحول الله.

إنشرها