default Author

بطارية حياتك

|

مع بداية كل عام يكون لديك عديد من الأحلام والخطط والطموحات، وينصحك الخبراء بوضع خطة لحياتك وكتابة أهدافك قصيرة المدى وبعيدته، وكل إشراقة شمس توزع مهامك على طول اليوم ليمر الوقت وتجد نفسك منشغلا بأعمال ثانوية من تصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي إلى أخذ وقت استراحة من الراحة لتنتهي الـ24 ساعة دون أن تشعر ودون أن تنجز مهامك، لتفاجأ في النهاية بأن العام قد مر دون أن تصل لأهدافك أو تحقق أحلامك. فهل العيب فينا أم في الزمان أم في ضيق الوقت وسرعة جريان الأيام؟!
العام 12 شهرا لن يطول، واليوم 24 ساعة لن يتغير، والساعة 60 دقيقة لن تتزحزح. نسمع كثيرا عن مهارة إدارة الوقت ونحضر المحاضرات وتحرص الشركات على حضور موظفيها لمثل هذه الفعاليات، وفي النهاية لا شيء يتغير ونعود لنلوم الوقت!
المشكلة لا تكمن في الوقت ولا في الزمان كما قال توني شوارتز رجل الإدارة، بل فينا نحن، يدفعنا شوارتز للتفكير في أمر أغفلناه ألا وهو طاقتنا، ذلك الوقود الذي يحركنا لننجز في كل الاتجاهات وينصحنا أن ندير طاقتنا بدل إدارة وقتنا!
في أغلب الأحيان لا يكون تنظيم الوقت مجديا، فقد تنظم وقتك بطريقة احترافية وبالدقيقة وعندما يرن جرس هاتفك ليخبرك أن وقت مهمة معينة قد حل تجد نفسك عاجزا عن القيام بها فتؤجلها لوقت آخر أو تلغيها لأن حماسك قد قل فأنت مرهق إما ذهنيا أو جسديا وليس لديك الطاقة الكافية لأداء المهمة؟!
إذا الحل في إدارة طاقتك التي يقسمها شوارتز إلى أربعة أقسام، طاقة بدنية وتشمل صحتك ولياقتك البدنية، وطاقة عقلية أي تركيزك وصفاء ذهنك، وطاقة عاطفية وتشمل كل ما يتعلق بمشاعرك وأحاسيسك وسعادتك، وطاقة روحية أي ذلك الشعور بالسلام الداخلي وأن كل ما تفعله له معنى وقيمة تحقق بها هدف الحياة الأسمى!
ينصح شوارتز باستثمار هذه الطاقات الأربع وإدارتها بشكل جيد والكف عن إهدارها فيما لا يلزم، فمثلا تجنب استهلاك طاقتك العقلية بكثرة تعدد المهام وركز في مهمة واحدة في الوقت الواحد، وحافظ على طاقتك البدنية بالطعام الصحي الدائم والرياضة المعقولة، وحافظ على طاقتك العاطفية بعدم تشتيتها وبزيادة المشاعر الإيجابية غير المرتبطة بالآخر، ومنح نفسك فترة من الاسترخاء لشحن طاقتك العاطفية، أما طاقتك الروحية فعززها بتقوية علاقتك مع الله ومساعدة الآخرين بما يمنح روحك سعادة وطاقة لم تكن تتوقع أنك تملكها!

إنشرها