Author

حييت من قائد

|

استغرب كثيرون اختيار الوزارة لقب القائد بدلا من المدير في مدارس المملكة، ولعل الخلاف الذي انتشر في فترات ماضية يزداد في مواقع ويتراجع في مواقع أخرى، إلا أن النماذج التي نشاهدها والأثر الذي يتركه القائد على معلميه وطلبته يستحق أن يبحث بطريقة أكثر علمية ومنهجية. ذلك أن أبناء التعليم يستحقون من يقودهم نحو المستقبل، والمدرسة تحتاج إلى من يقودها لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، والمعلمون بحاجة إلى من يقودهم نحو الإنجاز الذي يرفع اسم الوطن.
الاعتقاد بأن النماذج غير موجودة أو محدودة ــ غير صحيح، بل إن ما نشاهده بشكل مستمر يستدعي أن نراجع كثيرا من القناعات التي يرسخها بعض المنتمين إلى القطاع ومن هم خارجه التي تسيء في واقعها إلى التعليم وفي ذلك تفصيل مهم، لكننا بصدد القائد المدرسي الملهم الذي نشأ وتربى وتعلم وعلم في هذا البلد، الذي لا بد أن ننشر إنجازاته ونجاحاته.
تستمر النماذج المشرقة من أبناء الوطن في تصدر الواجهة، ويبقى أبناء الوطن في مواقع العطاء رموزا نفخر بها. ينطبق هذا في حالات متنوعة وفي مواقع كثيرة وعندما أشاهد حالة استثنائية أحاول أن أشارك بها القارئ تشجيعا وتأكيدا لأن ما ينجح فيه أبناء الوطن ما هو إلا وسيلة لتحفيز الجميع نحو العطاء والنجاح والتفوق.
الحالة التي بين أيدينا هي حالة قائد مدرسة يدير المدرسة التي تقع في منطقة نائية هو نفسه يحتاج إلى ساعات للوصول إليها، بدأ القائد التحقق من حضور الطلبة واكتشف أن أحد التلاميذ لم يحضر، هنا لم يسجل القائد غياب الطالب ويمضي في سبيله بل تواصل مع أسرة الطالب للتأكد من حاله وسبب عدم حضوره. أكدت أسرة الطالب أنه توجه للمدرسة صباحا ولم يعد.
خرج القائد وتوجه نحو الطريق الموصل إلى منزل الطالب، ليكتشف أن سيارة الطالب تعطلت في طريق وعرة تبعد عشرة كيلومترات عن المدرسة. حمل القائد الطالب معه وتوجها نحو المدرسة ما مكن الطالب من أداء الاختبار قبل أن يخرج زملاؤه من قاعة الامتحانات. هنا أوجه التحية لهذا القائد الذي استحق المسمى بقيادته الحكيمة وعنايته بجميع نواحي حياة الطلبة. لعل هذا السلوك الذي يتجاوز متطلبات الوظيفة يرسخ في أذهان الآخرين، ويسهم في إنشاء منظومات تهتم بإعطاء المسميات الوظيفية حقها.

إنشرها