Author

يحدث في المطار

|

أجد الذهاب للمطار - في كل مرة - فرصة مهمة للتعرف على السلوك العام للناس، والاهتمامات المختلفة وكيفية النظر للآخرين في مواقع الانتظار والصفوف الطويلة - في بعض الحالات. هناك كثير من التغيير في سلوك المجتمع السعودي عندما نراقب ذلك في المطارات، فإضافة إلى الانشغال العالمي في مواقع التواصل والأجهزة الذكية التي انتشرت عدواها لمطاراتنا، تظهر الأريحية في التعامل لتسيطر بعد أن كان الناس أكثر حدة في زمن مضى. قد يرى بعض كبار السن في ذلك مظهرا يعدونه من الكسل وعدم الاهتمام، وهذا موجود - دون شك - في الجيل الحاضر، لكن الواقع الذي نشاهده يؤكد أن أغلب هذه المظاهر هو نتاج قناعة شخصية بأن العصبية والحماس الزائد لا يحققان الكثير.

يستمر البعض في ارتكاب مخالفة تجاوز الصفوف وهي عادة نشاهدها في فئات معينة أكثر من غيرها، والواقع أن حالة تجاوز الصفوف انحسرت لأسباب قد تكون مجتمعية، لكني أزعم أن لها علاقة بالتسهيلات التي أوجدتها التقنية حيث لم يعد الواحد بحاجة إلى الوقوف في انتظار الحصول على كرت صعود الطائرة أو حتى تحميل حقائبه بعد أن أصبحنا أقل حملا للهدايا والأعطيات والبضائع بمختلف أنواعها.
محدودية الحقائب ومكوناتها تؤكد أمرا آخر هو انتشار الخدمات في كل المناطق وسهولة حصول الواحد على ما يريد في مدينته، ويمكن أن يحصل عليها في قريته من خلال المواقع التي توصل لك ما تريد من كل أرجاء المعمورة في أيام محدودة. لهذا نجد أن المطارات أصبحت أقل اكتظاظا من السابق وعليه تبدأ صعوبات جديدة على شركات المطارات التعامل معها وهي تغطية الفراغات بالمفيد والمربح.
ندخل هنا في موضوع مستجد ومهم ألا وهو إدارة المطارات من قبل شركات ربحية. الفرصة المتاحة اليوم في المطارات أكبر بكثير ما كان في السابق، وقد تكون هذه الفترة ذهبية حقا قبل أن تدخل المنافسة قطارات الشركات، التي ستبدأ في المنافسة خلال أعوام محدودة قد لا تتجاوز العقد. هذه الفرصة المتاحة للشركات لتحسين أدائها ترتبط - كذلك - بأهمية أن تسهل على الشركات عملياتها لتنخفض أسعار التذاكر ويستمر الطيران في المركز الأول الذي يحتله منذ زمن ليس ببعيد.
بقينا في مرحلة الخروج من المطار باتجاه الطائرة وهي مرحلة لا تزال تكتسب صورتها السلبية سواء في سهولة الحركة أو التمسك بالمقاعد أو التجاوزات التي لها مقال خاص.

إنشرها