الطاقة- النفط

2019 .. عام أسواق النفط بامتياز بأكبر مكسب سنوي منذ 2016

2019 .. عام أسواق النفط بامتياز بأكبر مكسب سنوي منذ 2016

أغلقت أسعار النفط الخام تعاملات 2019 على تراجع نسبي، لكنها حققت أكبر مكاسب سنوية منذ 2016 بفعل تخفيضات الإنتاج لتحالف "أوبك+"، إضافة إلى الانفراجة في محادثات التجارة الأمريكية- الصينية وتوقع التوصل إلى اتفاق جزئي يحد من النزاعات التجارية ويدعم توقعات النمو الاقتصادي.
كما تتلقى الأسعار دعما قويا مماثلا من التراجع المؤثر في مستويات المخزونات النفطية وتوقعات تباطؤ وتيرة نمو الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري خلال العام المقبل، إضافة إلى استمرار قوة الطلب على النفط الخام، خاصة في الاقتصاديات الناشئة.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون، إن أسعار النفط حققت مكاسب جيدة على مدار العام وبخاصة في الربع الأخير بفعل بيانات قوية تشير إلى تراجع المخزونات الأمريكية وتزايد التفاؤل بشأن صفقة تجارية جزئية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرين إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بنحو 35 في المائة بعدما حقق أكبر اقتصادين في العالم طفرة في صفقة تجارية أولية.
وأوضح المختصون أن تعميق خفض الإنتاج، الذي تنفذه مع بداية العام منظمة "أوبك" وحلفاؤها سيسهم إلى حد كبير في تقييد المعروض وعلاج التخمة في السوق وتحفيز جهود استعادة الاستقرار والتوازن ويساعد على ذلك توقعات تباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة واحتمال استقراره عند مستوى أقل.
وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن التقدم الإيجابي المؤثر في مفاوضات التجارة له انعكاسات مهمة على التفاؤل وتحسن الجوانب المعنوية في السوق النفطية، وقد تم ترجمة ذلك على الفور إلى ارتفاع في مستوى العقود الآجلة للنفط وسط توقعات بأن الولايات المتحدة والصين ستوقعان المرحلة الأولى من اتفاقهما التجاري في المستقبل القريب.
وذكر أن النظرة المستقبلية للاقتصاد العالمي ومعدلات النمو أصبحت إيجابية بشكل كبير بما يدعم الطلب العالمي على النفط الخام ويساعد على ذلك البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة أيضا، التي تشير إلى أن مخاطر حدوث ركود اقتصادي في البلاد أصبحت مستبعدة بشكل كبير وهو ما يزيد بدوره من حالة التفاؤل بين تجار النفط وفي أجواء الصناعة بشكل عام.
من جانبه، قال دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية، إن استمرار تراجع مستوى مخزونات الخام الأمريكية يعد مؤشرا على نجاح خطة المنتجين في علاج الفائض وتعزيز جهود التوازن بين العرض والطلب في الأسواق، خاصة مع انخفاض المخزونات في مركز تخزين النفط في كوشينج في ولاية أوكلاهوما للأسبوع السابع على التوالي.
وأشار إلى أن المخاطر الجيوسياسية كانت وما زالت عنصرا مؤثرا في استقرار السوق النفطية، خاصة بعد هجوم 14 سبتمبر الماضي على منشأتي "أرامكو"، الذي تسبب في خصم مفاجئ لنحو خمسة ملايين برميل يوميا، ولكن سرعان ما تم احتواء المخاطر بسبب السياسات النفطية القوية والمرنة لقطاع النفط السعودي.
ولفت إلى تأكيد المجموعة المصرفية "سيتي جروب" أن المخاطر تراجعت في نهاية العام، كما أن آفاق العام الجديد أكثر استقرارا.
من ناحيته، أوضح ديفيد لديسما، المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية، أن الوضع العام في سوق النفط الخام في نهاية العام أفضل كثيرا من الأعوام السابقة وتبدلت معنويات المستثمرين بشكل جيد رغم ضغوط تغير المناخ وخطط تحول الطاقة.
وأشار إلى اقتراب صناديق التحوط في نهاية العام من حالة قوية أكثر تفاؤلا بشأن أسعار النفط العالمية في المستقبل وهو ما يعد تغيرا واسعا عما كانت عليه منذ مايو الماضي.
وذكر أن التوقعات الجيدة لتطورات الوضع في السوق النفطية تمثلت أيضا في توقعات تشير إلى ارتفاع مؤشر الرهان الصعودي على خام برنت للأسبوع التاسع في عشرة أسابيع ليصل إلى أعلى مستوى في سبعة أشهر وهو ما يعني أن الخطوات، التي اتخذها المنتجون وأيضا التقارب الأمريكي الصيني كفيل بإعطاء دفعة قوية لنمو الاقتصاد العالمي.
بدورها، قالت نينا أنيجبوجو، المحللة الروسية ومختص التحكيم الدولي، إن أداء سوق النفط الخام في الربع الأول من العام الجديد سيكون إيجابيا إلى حد كبير على الرغم من استمرار بعض الصعوبات المتمثلة في ضعف الطلب الموسمي واستمرار الفائض في المخزونات النفطية الأمريكية وعدم حسم النزاعات التجارية بشكل كامل.
وذكرت أن العوامل الإيجابية ستكون أكثر تأثيرا بسبب الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتزام "أوبك" بالتخفيضات الأعمق، وهو ما أدى إلى ارتفاع العقود الآجلة إلى أعلى مستوياتها منذ الهجوم على المنشآت السعودية في سبتمبر الماضي. ولفت إلى نشاط المضاربات الصعودية في المرحلة الراهنة، مبينا أن شهر آذار (مارس) المقبل، سيكون حاسما في إعادة تقييم وضع السوق واتخاذ القرار بشأن الاستمرار في العمل باتفاق خفض الإنتاج بعد توسيعه.
وفيما يخص الأسعار، انخفض النفط في آخر أيام العام أمس، ولكنها تتجه لتسجيل أكبر زيادة سنوية منذ 2016 مدعومة بتراجع حدة الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين وخفض الإمدادات. وبحسب "رويترز"، نزلت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت في عقود آذار (مارس) وهو شهر أقرب استحقاق الجديد، إلى 66.52 دولار للبرميل بانخفاض 15 سنتا أو 0.2 في المائة بحلول الساعة 07:16 بتوقيت جرينتش. وأغلق عقد برنت تسليم شباط (فبراير) أمس الأول على 68.44 دولار للبرميل.
وفقد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم شباط (فبراير) 19 سنتا ما يعادل 0.3 في المائة إلى 61.49 دولار للبرميل.
وارتفع برنت نحو 24 في المائة في عام 2019 وزاد الخام الأمريكي 35 في المائة. واتجه الخامان القياسيان لتسجيل أكبر مكسب سنوي في ثلاثة أعوام بفضل انفراجة في محادثات التجارة الأمريكية الصينية وتعهدات خفض الإنتاج من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها.
وقال المستشار التجاري للبيت الأبيض أمس الأول إنه من المرجح أن توقع الولايات المتحدة والصين على اتفاق "المرحلة 1" التجاري الأسبوع المقبل.
وتظل التوترات محتدمة في الشرق الأوسط بعد الضربات الجوية الأمريكية على كتائب حزب الله في العراق وسورية. واستؤنفت العمليات في حقل الناصرية في العراق بعدما أوقف المحتجون الإنتاج لفترة قصيرة.
ومن المتوقع بحسب استطلاع مبدئي أجرته "رويترز"، تسجيل مخزونات الخام الأمريكية هبوطا بنحو 3.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 كانون الأول (ديسمبر) ولتسجل بذلك تراجعا محتملا للأسبوع الثالث على التوالي.
ونزلت المخزونات الأمريكية 5.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 20 كانون الأول (ديسمبر). وتعلن بيانات المخزون الأمريكي يوم الجمعة الماضي.
واستمرت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، في حجب أسعار سلتها، التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة بسبب عطلات نهاية العام.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط