Author

أكبر 100 شركة سعودية .. «أرامكو» في قلب المشهد الجديد

|
عضو اللجنة المالية والاقتصادية ـ مجلس الشورى


تعود “الاقتصادية” بتقريرها السنوي عن أكبر مائة شركة سعودية، الذي أصبح من أهم التقارير، التي تسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية لأهم مائة شركة في القطاع الخاص، وهذا التقرير السنوي ينشر عديدا من البيانات المالية عن الشركات عن 2018، بما يتضمنه من إيرادات ومصروفات وأصول وحقوق ملكية وأرباح، وهذه الأرقام كافية لبناء صورة واضحة عن الوضع المالي لهذه الشركات الكبرى، ومن خلالها يمكن تحليل عدد من المؤشرات الاقتصادية تتعلق بالقطاع الخاص واتجاه النمو فيه، ولعل أبرز التحديثات، التي طرأت على القائمة هو ظهور العملاق السعودي “أرامكو”، كأكبر شركة سعودية، وهذا لا شك فيه، لكن أهمية الحدث لا تكمن في هذه المعلومة المعروفة، بل في التحولات، التي طرأت على “أرامكو” من حيث الإفصاح والشفافية حتى قبل الإدراج في سوق الأسهم السعودية، فقائمة أكبر مائة شركة تتضمن المعلومات التاريخية عن 2018، بينما تم الاكتتاب في “أرامكو” مع نهاية العام المالي 2019. وتتصدر “أرامكو” الترتيب، حيث تسيطر وحدها على ما يزيد على 65 في المائة من إيرادات الأكبر مائة شركة، وقريب من 80 في المائة من الأرباح، وهذا يؤكد بأن التسعير، الذي حظيت به “أرامكو” من الإقبال الكبير على الاكتتاب فيها عند طرحها في سوق الأسهم السعودية كان عادلا وجديرا بكل الاهتمام.
تأتي “سابك” في المرتبة الثانية تماما من حيث الإيرادات، حيث حققت 8 في المائة من الإيرادات الكلية، التي بلغت أكثر من تريليوني ريال، بينما حققت 4 في المائة من إجمالي الأرباح، التي بلغت أكثر من 522 مليار ريال، وهذا يشير إلى القدرة العالية لقطاعي الطاقة والبتروكيماويات على إنتاج الأرباح، وهو ما يؤكد أن هذين القطاعين لم يزالا يشكلان عصب الاقتصاد السعودي، وعلى الرغم من كل التحذيرات من مستقبل الطاقة والتغيرات، التي تشهدها، فإنه مما لا شك فيه أن الاقتصاد العالمي ككل سيظل وإلى أجل غير مسمى معتمدا على النفط والصناعات والمنتجات الهيدروكربونية، ولهذا فإن التوجه، الذي سعت إليه “أرامكو” من خلال امتلاك حصة الحكومة في “سابك” يعني اتجاه “أرامكو” لضمان الاستدامة، من خلال تفادي أي تأثيرات سلبية من تحولات استخدام الطاقة، بحيث تظل قادرة على المحافظة على مستويات الإنتاج والأرباح من خلال تطوير الإنتاج عند المصب في قطاع الهيدروكربونات.
تأتي شركة الكهرباء في المرتبة الثالثة من حيث إنتاج الإيرادات، حيث تستحوذ على 3 في المائة من إجمالي إيرادات أكبر مائة شركة، بينما تأتي شركة الاتصالات بعدها مباشرة تستحوذ على 2.5 في المائة، ثم شركة بترورابغ بـ2 في المائة، ثم شركة صافولا بـ1 في المائة، ثم يأتي البنك الأهلي وبنك الراجحي بنسبة أقل من 0.9 و0.8 في المائة على التوالي، وهنا نلاحظ قدرة قطاع الصناعات الغذائية على إنتاج الإيرادات بأكثر من القطاع المالي، وهذا له كثير من الدلالات المهمة، التي يجب أخذها في الاعتبار. وفي آخر قائمة العشرة الكبار تأتي كل من قنوات الاتصالات وشركة معادن بنسبة 0.8 و0.6 في المائة على التوالي.
ومرة أخرى تتفوق “أرامكو” في رقم صافي الأرباح، حيث تسيطر على ما يزيد على 70 في المائة من إجمالي الأرباح المجمعة، التي بلغت 522 مليارا، وتأتي “سابك” لاحقا بما يزيد قليلا على 4 في المائة، بينما تأتي شركة الاتصالات السعودية ثالثة في هذا المضمار بـ2 في المائة، وبينما تتربع هذه الشركات الثلاث على قمة هرم الأرباح المجمعة، فإن باقي الشركات تتفوق بشكل مثير في قدرتها على إنتاج الأرباح، وبينما بعضها منها يحقق إيرادات قوية إلا أن قدرتها على إنتاج الأرباح من هذه الإيرادات تتضاءل بشكل ملحوظ، بل إن بعضها يحقق خسائر على الرغم من أن هذه الشركات ذات أصول كبيرة سمحت لها أن تدخل قائمة أكبر مائة شركة. وإذا كانت “سابك” الآن قد أصبحت مملوكة بنسبة 70 في المائة لشركة “أرامكو”، فإن “أرامكو” وحدها تقف على عرش أكبر شركة سعودية من حيث قدرتها على تحقيق الأرباح، ولهذا، فإن قدرتها على منح عوائد مجزية للمساهمين تتضاعف.

إنشرها