Author

الشيخوخة

|

هذه الكلمة التي ينفر البعض من سماعها هي محطة لا بد من الوصول إليها فلماذا يهرب بعض الناس منها؟ هل لأنها مرحلة ضعف أو لأنه سيفقد أمورا معينة يمتلكها أو لأنه يخشى ما بعدها؟ أسئلة كثيرة تتزاحم في أذهان كثير من البشر. لكن الواقع يقول إنها مرحلة طبيعية من مراحل الحياة. يقول الحق سبحانه (ومن نعمره ننكسه في الخلق) إذا هي حقيقة لا مفر منها، لكن العاقل يسعى جاهدا ويوطن نفسه أن تكون فترة استمتاع وسعادة وهو ما نراه في بعض كبار السن وهم أولئك الذين استطاعوا أن يتكيفوا مع هذه المرحلة العمرية التي من الطبيعي أن يعتري الإنسان فيها ضعفا جسميا، لكن الروح لا تشيخ كما يؤكد ذلك الشاعر العربي بقوله:
عمري بروحي لا بعد سنيني
ولأسخرن غدا من التسعين
عمري إلى التسعين يركض مسرعا
والروح باقية على العشرين
لله درك يا أخا العرب! ويتساءل البعض عن سر حيوية أولئك الشيوخ فالفضل في ذلك يعود بعد توفيق الله إلى استعمالهم أجسامهم. ونقصد بذلك أنهم لم يركنوا إلى الراحة والدعة رغم تقدم أعمارهم لأن العدو الأول للأجسام هو عدم استعمالها. إننا نلمس بوضوح بعض الأشخاص وهم ما زالوا في الأربعين أو الخمسين من العمر إلا أن آثار الشيخوخة قد بدت عليهم، وما ذاك إلا أنهم ألفوا الراحة وقلة الحركة وكثرة الأكل وربما التدخين في حين أنهم لو نفضوا عنهم غبار الكسل وعودوا أنفسهم على الحركة والعمل بدلا من الاعتماد على الآخرين لشعروا بالفارق الكبير ولأمكنهم التمتع بمباهج الحياة وجمالها.. ومن هنا فإني أوجه رسالة للذين لم يصلوا بعد إلى مرحلة الشيخوخة، أن يحافظوا على أسلوب حياتهم سواء الجسمية أو العقلية أو الروحية، وأن تستمر تنميتهم لهذه الأمور الثلاثة بما يناسبها. فلو نظرنا إلى مظهر واحد من مظاهر الشيخوخة وهو ضعف الأسنان وفقدانها. فمثل هذه الظاهرة كان يمكن تلافيها بسهولة من خلال الزيارات المستمرة لطبيب الأسنان ومن خلال الحرص على نظافتها. وقس على ذلك بقية الأشياء فلا يؤخذ الدواء الا باستشارة الطبيب وتنفيذ تعليمات الصيدلي بدقة، لأنه ثبت أن جزءا من مشكلات الشيخوخة كان نتيجة حتمية لسوء استخدام الدواء. إذا تحكم في شبابك لتتحكم في شيخوختك.

إنشرها