Author

خطورة المبيدات

|


عندما يقال "شر لا بد منه" فإن هذا المثل ينطبق على المبيدات الزراعية بكل أسف، وهو ما جعلها حديث المجالس لكثرة أضرارها ومن ثم حصول الآثار والنتائج السيئة التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات بل البيئة كلها.. الجميع يتناول الفواكه والخضراوات والورقيات وغيرها، وهو تساوره الشكوك ويطرح التساؤل المعتاد –عسى مهب مرشوشة – لأنه يشك في سلامتها من بقايا المبيدات التي قد تكون استخدمت بطريقة عشوائية ولم تتم مراقبتها للتأكد من نوعيتها ومناسبتها لما ستستخدم له وكميتها وهل طبقت عليها فترة التحريم أم لا؟ صحيح أن الآفات الزراعية من حشرات وديدان وأعشاب ضارة وغيرها تعد من أبرز معوقات الإنتاج الزراعي، وهي التي اجبرت المزارعين وتجار المواشي على استخدام المبيدات التي تعد بالآلاف ويدخل في تركيبها المئات من المواد الكيماوية، حيث لا تكاد تجد مزرعة تخلو منها بل وصل الأمر إلى استخدام الطيران الزراعي في رش المبيدات بشكل واسع، أسهم في تدمير واضح للبيئة بما تحويه من كائنات حية.. فلو نظرنا إلى مقومات الحياة من شمس وتربة وماء وهواء لوجدنا أنها ما عدا الشمس يمكن أن تتلوث بالمبيدات مع ما يتبع ذلك من إحداث تغيير واضح في النظام البيئي وتوازن الحياة الطبيعية.. إن ما يؤسف له أن هدف بعض الشركات الكبرى المصنعة للمبيدات هو تحقيق الربح المادي بغض النظر عن كون هذه المبيدات مضرة بالصحة العامة أم لا.. وتشير إحصائيات منظمة الأمم المتحدة للتغذية والزراعة (الفاو) إلى أنه في كل دقيقة يتسمم شخص واحد بالمبيدات على مستوى الدول النامية.. ويبقى التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هو كيف نحصل على منتجات زراعية فائقة الجودة أو منتجات حيوانية متميزة دون استخدام المبيدات في ظل وجود الآفات الزراعية المختلفة.. والجواب هو أنه يجب أن تسعى السلطات الزراعية وبقوة النظام إلى ترشيد استخدام المبيدات، بحيث لا يستخدم إلا ما هو مصرح به وبالكمية المناسبة وبالمدة اللازمة فقط والمعاقبة والتشهير بمن يخالف ذلك.. وأن تسعى إلى تحقيق نظام المكافحة المتكاملة الذي عرفته منظمة (الفاو) "بأنه نظام تستخدم فيه مختلف الطرق والوسائل بشكل تتوافق فيه مع المتطلبات البيئية والاقتصادية والصحية مع التركيز بشكل خاص على الأعداء الحيوية وتطبيق مفهوم الحد الاقتصادي الحرج".. وأخيرا لا ننسى أهمية دعم كليات الزراعة ومراكز البحوث فيها لأنها وبحق صمام الأمان في هذا المجال.

إنشرها