الطاقة- النفط

محللون: معنويات السوق النفطية جيدة .. والهند والصين محركان للطلب المستقبلي

محللون: معنويات السوق النفطية جيدة .. والهند والصين محركان للطلب المستقبلي

توقع محللون نفطيون استمرار التقلبات السعرية في الأسواق خلال الأسبوع الجاري، بعدما واصلت الأسواق مكاسبها للأسبوع الثالث على التوالي، وربح خام برنت 1.4 في المائة والخام الأمريكي 0.6 في المائة.
ونوه المحللون إلى أن العلاقة الراهنة بين "أوبك" وروسيا تخوض فترة من أفضل فترات التعاون، ما أعطى الأسعار مزيدا من الدعم، إضافة إلى قرب التوقيع على الاتفاق الجزئي للتجارة بين الولايات المتحدة والصين، ما يحجم الحرب التجارية، ويعزز توقعات النمو وآفاق الطلب العالمي على النفط.
وأشاروا إلى أهمية خطة تحالف المنتجين في "أوبك+"، التى تبدأ مع بداية العام الجديد وتتضمن تعميق تخفيضات الإنتاج الحالية على نحو أوسع بنحو 500 ألف برميل يوميا إلى جانب 400 ألف برميل طوعية من السعودية بهدف السيطرة على وفرة المعروض في الربع الأول، على أن تتم مراجعة هذه الخطة خلال الاجتماع الوزراي الموسع المبكر لتحالف المنتجين في آذار (مارس) المقبل.
وبحسب المحللين، فإن تصاعد التوترات في ليبيا سيكون له بعض التأثير على إشعال أسعار النفط في ضوء احتمال تصاعد المخاطر الجيوسياسية المؤثرة في السوق واتساع المخاوف على استقرار الإمدادات النفطية، لافتين إلى أن مستويات نمو النفط الصخري الأمريكي في العام المقبل، سيكون لها تأثيرات في الأسعار، خاصة إذا استمرت مؤشرات تباطؤ الحفر وتعثر الاستثمارات.
وفي هذا الإطار، تقول لـ"الاقتصادية"، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبيرة المحللين في المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن الأسعار يغلب عليها التقلب نتيجة عدم استقرار السوق على نحو واسع، ولكنها أميل إلى تحقيق الارتفاع بسبب استمرار محادثات التجارة في قطع خطوات جيدة على مسار إيجابي، كما أن الجوانب المعنوية جيدة في السوق والشعور الاقتصادي العام متفائل بعض الشيء.
وأشارت ناجندا إلى أن الأسعار ستتلقى دفعة قوية إذا حدث انخفاض جيد في مستوى المخزونات الأمريكية، على الرغم من حدوث قفزة مفاجئة في مستوى مخزونات المنتجات المكررة، لافتا إلى أن تفاعلات وبيانات العرض والطلب حتى الآن جيدة، خاصة مع اقتراب العام الجديد ووجود توجهات فاعلة في السيطرة على الحرب التجارية والحد من تخمة المعروض في الأسواق.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، سيرجي فالينكو المحلل الروسي، أن الاتفاق على التخفيضات الجديدة الأعمق في إنتاج النفط لدى "أوبك" وحلفائها- التي سيتم تنفيذها بدءا من بداية العام الجديد – جاءت بفضل التحضير الجيد والمشاورات المثمرة بين المنتجين، حيث تم التوصل إلى قراءة جيدة لوضع السوق، ومن ثم تم اتخاذ قرار التخفيضات بالمستويات الملائمة، وفق حسابات دقيقة مع تحديد مدى زمني قصير لإجراء عملية إعادة التقييم لظروف السوق قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل.
وأضاف فالينكو أن العلاقة بين "أوبك" وروسيا تخوض فترة من أفضل فترات التعاون، حيث يحتاج الجانبان لمزيد من الالتزام والامتثال لحصص خفض الإنتاج من أجل نجاح الصفقة الجديدة وازدهار مشوار التعاون المشترك وتطوير علاقة الشراكة من أجل مصلحة الصناعة ولتحقيق التنمية المستدامة.
ومن ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية"، ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن التقدم الوشيك في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين سيكون له انعكاسات قوية على الطلب ومن ثم على أسعار النفط خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن الهند والصين هما المحركان الرئيسان لتوقعات الطلب النفطي، خاصة من الهند التي من المتوقع أن تتفوق على الصين في معدل النمو الاقتصادي حتى 2030.
وأضاف لـ"الاقتصادية"، أن الطلب النفطي في الهند شهد خلال الأشهر الأخيرة بعض التعثر، وسط اتساع مخاوف تباطؤ النمو المستمرة على مدار عام ونصف العام، مرجحا أن يتجاوز الاقتصاد العالمي الأجواء السلبية السابقة، ويحقق النمو في الهند انتعاشا جيدا في الفصول المقبلة، وسط مناخ اقتصادي أكثر إشراقا في جميع أنحاء العالم، حيث من المتوقع أن ينمو الطلب النفطي في الهند بالتزامن مع نمو مماثل للطلب العالمي الإجمالي.
بدوره، قال لـ"الاقتصادية"، ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن سوق النفط تجاهلت الأنباء الخاصة بعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بسبب الشعور القوي بأن شيئا لن يحدث في ظل ضمان عدم موافقة مجلس الشيوخ على الأمر بسبب استحواذ الرئيس على الأغلبية فيه.
وأضاف هوبر أن أسعار الخام واصلت مسيرة الارتفاعات للأسبوع الثالث على التوالي اعتمادا على مؤشرين رئيسين وهما توقعات تعافي النمو الاقتصادي العالمي جراء احتواء مخاطر الحرب التجارية مع قرب التوصل إلى اتفاق جديد بين الاقتصادين الكبيرين، إضافة إلى توقعات بانخفاض مستوى المخزونات الأمريكية خلال فترة الأعياد.
وكانت أسعار النفط قد واصلت مكاسبها للأسبوع الثالث على التوالي وسط انحسار توترات التجارة الأمريكية الصينية، ما عزز ثقة الشركات وتوقعات نمو الاقتصاد العالمي.
وبحسب "رويترز"، تحدد سعر التسوية في العقود الآجلة لخام برنت عند 66.14 دولار للبرميل، منخفضا 40 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة، لكن بمكاسب أسبوعية نحو 1.4 في المائة، وأغلقت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط على 60.44 دولار للبرميل، بانخفاض 40 سنتا أو 1.21 في المائة، وبمكاسب نحو 0.6 في المائة على مدار الأسبوع.
وعزز التقدم في تسوية نزاع التجارة بين أكبر بلدين مستهلكين للنفط في العالم توقعات ارتفاع الطلب على الطاقة في العام المقبل.
وقال جون كيلدوف، من "أجين كابيتال" في نيويورك، إن "التركيز ما زال منصبا على التطورات المتعلقة بوضع التجارة الأمريكية الصينية، ومع قدر كاف من الأخبار الإيجابية طوال الأسبوع".
وأعلنت الصين الخميس الماضي قائمة إعفاءات جمركية على ستة منتجات نفطية وكيماوية من الولايات المتحدة، بعد أيام من قول واشنطن وبكين إن من المقرر توقيع اتفاق تجارة أولي في كانون الثاني (يناير).
وذكرت شركة بيكر هيوز الأمريكية لمنتجات وخدمات حقول النفط وأعمال الحفر أن عدد الحفارات الأمريكية لاستخراج النفط والغاز زادت بأكثر من عشرة حفارات هذا الأسبوع، لتصل إلى 813 حفارا بعدما زادت بمقدار 14 حفارا.
ونقلت وكالة أنباء "بلومبيرج" عن بيانات بيكر هيوز أنه بالنسبة إلى حفارات النفط، شهدت هذا الأسبوع زيادة بلغت 18 حفارا في أول زيادة بأكثر من عشرة حفارات منذ بداية نيسان (أبريل) الماضي.
ويتراجع عدد حفارات النفط والغاز الإجمالي الآن بمقدار 267 حفارا عن الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقا للتقرير، تراجع العدد الإجمالي لحفارات الغاز الناشطة في الولايات المتحدة بمقدار أربعة حفارات، ليصل إلى 125 حفارا، مقارنة بـ197 حفارا قبل عام.
وهبط عدد حفارات استخراج النفط بمقدار 198 حفارا هذا العام بمفرده، لكن الإنتاج ارتفع من 11.7 مليون برميل يوميا في بداية العام الحالي إلى 12.8 مليون برميل يوميا، أي بما يقل فقط بمقدار 100 ألف برميل يوميا عن أعلى مستوى وصل إليه على الإطلاق قبل عدة أسابيع.
وفي كندا القريبة من الولايات المتحدة، تراجع العدد الإجمالي للحفارات في كندا هذا الأسبوع مع انخفاض عدد الحفارات لاستخراج النفط والغاز بمقدار أربعة حفارات بعد زيادة بلغت 15 حفارا الأسبوع الماضي.
ويبلغ حاليا عدد الحفارات النشطة في كندا لاستخراج النفط والغاز 149 حفارا بزيادة قدرها 18 حفارا، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
واستقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط للأسبوع الثاني على التوالي قرب مستوى قياسي مرتفع، مع تراجع صافي واردات الخام الأمريكي دون مستوى ثلاثة ملايين برميل يوميا.
وأظهر التقرير الأسبوعي الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة استقر عند مستوى 12.800 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي وهي مستويات الأسبوع السابق نفسها.
ويقف بذلك الخام الأمريكي عند مستوى قريب من أعلى إنتاج سجله في التاريخ على صعيد المستويات الأسبوعية، البالغ 12.900 مليون برميل يوميا.
وبحسب البيانات، فإن الصادرات الأمريكية من النفط صعدت بنحو 233 ألف برميل يوميا لتصل إلى 3.633 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي.
في حين هبطت واردات الخام الأمريكي إلى 6.579 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنقضي وهو أقل بنحو 308 آلاف برميل يوميا من مستويات الأسبوع السابق له.
وبالنسبة إلى صافي واردات النفط في الولايات المتحدة، تراجعت بنحو 541 ألف برميل يوميا إلى 2.946 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي.
وتراجعت المخزونات الأمريكية بنحو 1.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل التوقعات، التي كانت تشير إلى 1.5 مليون برميل في الاتجاه الهابط.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط