Author

لا «تعلِّم» أحدا «2»

|

في المقال السابق تحدثت عن وسيلة الابتزاز التي يستخدمها المتحرش للسيطرة على المتحرش فيه، وهي تهديده بالإساءة للمقربين منه في حال أخبرهم بما تعرض له من التحرش ودوما يستخدم المتحرش عبارة " لا تعلم أحدا. وإلا ".

في مقال هذا الأسبوع سألقي الضوء على أهم الإشارات والرسائل التي يقوم الطفل والمراهق بإرسالها لأهله بشكل غير مباشر، التي في أغلب الأحوال تدل على أنه يتعرض للتحرش ويجب أن يستقبل الأهل هذه الرسائل بكثير من الاهتمام.
_ حين يعتاد الطفل أو المراهق على الذهاب بشكل روتيني للمدرسة وفجأة ينقلب مزاجه، خصوصا في الصباح، فيصبح عصبيا وغير راغب في الذهاب إلى المدرسة أو يبكي إن كان طفلا دون أي سبب ظاهر للأهل، فإن هذه الرسالة تخبركم أن هناك أمرا سيئا يتعرض له الابن فانظروا لما بين سطورها وفكوا رموزها قبل أن تبهت كلماتها وتضيع معانيها.
- حين تصبح ردود أفعال الطفل أو المراهق عنيفة تجاه المحيطين فيه، خصوصا أشقاءه أو أصدقاءه ويبدأ في رفض الاقتراب منه أو محاولة النقاش معه ويميل إلى العزلة في غرفته أو أي مكان في المنزل أو المدرسة، فإن هذه الرسالة على الأرجح تشير إلى أنه يتعرض للتحرش، ويشعر في داخله بتأنيب الضمير ولا يريد أن يكتشف أمره وهذا الأمر يمنح المتحرش فرصة أكبر للسيطرة عليه.
- التغير الفجائي في السلوك الأخلاقي كأن يميل الطفل أو المراهق لممارسة بعض الأفعال اللاأخلاقية التي لا تناسب عمره أو النطق ببعض الكلمات البذيئة، التي لا تتلاءم مع تربيته، وقد تلاحظ الأم أن طفلها يطبق على ألعابه بعض الممارسات الجنسية، كما أن بعض الأمهات "النبيهات" ستلاحظ أن ابنها أصبح يستكشف بعض المواقع الإباحية.
- ظهور كدمات أو خدوش غير مبررة أو اتساخ ملابسه وتمزقها ووجود بعض الآثار عليها.
- الكراهية المفاجئة لأحد الأشخاص سواء كان قريبا أو غيره وعدم الرغبة في الجلوس معه والنفور منه.
هذه الرسائل تصل إلى الأمهات والآباء "المصحصحين" وتكون كلماتها مفهومة فيتم حماية الأبناء من وحش قذر اسمه " المتحرش "وبعضها لا تصل للآباء والأمهات
"البليدين" ما يجعل المتحرش يستفرد بضحيته حتى يدمره تماما.
أخبروا أبناءكم عن تلك الوحوش البشرية التي تقبع في القاع الموغل في الوحل، علموهم كيف يحمون أجسادهم وكيف يدافعون عن أنفسهم وكيف يهربون منهم، علموهم أن المتحرش حين يقول "لا تعلم أحدا" فلأنه خائف وضعيف، شجعوهم أن يخبروكم بكل شيء، وأنصتوا إلى رسائلهم جيدا قبل فوات الأوان.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها