Author

المقاطع والشائعات

|

تنتشر المقاطع هذه الأيام وتؤثر بشكل مباشر في كل من يعيش في هذه البلاد. الغريب في كثير من الحالات أن من يضع المقطع يربطه بالمملكة بشكل مستمر، ثم نكتشف في أغلب الحالات أن هذه المقاطع تأتي من مختلف أنحاء الكرة الأرضية، وهذا أمر منتشر ومشاهد في أغلب الدول.
إلا أن حالتنا - كمجتمع عاطفي - تتأثر بشكل أكبر من المقاطع التي تظهر فيها مشاهد القسوة والإيذاء للصغار والحيوانات. المشكلة أن كثيرا من المقاطع يستمر في الحصول على أهليته وارتباطه بنا إلى أن يقيض الله من يوضح للناس من خلال المقطع نفسه ومشاهد فيه سواء كانت الصور أو الأصوات بأنه ليس له علاقة بمجتمعنا، ثم يجتمع كل من يشاهد ليؤيد هذه الفكرة ويستغرب الأغلبية كيف صدق الناس أن هذا يحدث في مجتمعنا.
الغريب في كثير من هذه المقاطع هو أن المتلقي قد لا يعلم أنها مرسلة من قبل جهات تحرض على الإساءة للمجتمع وتحاول أن توجد مفاهيم مسيئة يمكن أن تجعل الناس يتقبلون مثل هذه الأمور "بحكم التعود"، وهو ما لاحظناه بعد وجود خبر أو اثنين من أخبار القبض على متحرشين، فانطلقت المقاطع من كل صوب في محاولة لترسيخ وجود هذه الآفة وانتشارها في مجتمعنا. ما يفوت على كثير من المتابعين هو أنه ليس صحيحا أن ننشر كل ما نشاهد على معارفنا ومجموعاتنا بحكم السبق أو إيصال رسالة، ونحن في الواقع نسهم في نشر الإساءات التي لا تمت للواقع بأي صلة.
شاهدنا هذا في كثير من المحاولات التي تريد الإساءة لمجتمعاتنا وليتنا نتذكر قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع"، وهذا الحديث الشريف يوضح كثيرا من معالم الحياة الاجتماعية في كل زمان ومكان، وأساسها أن أغلب ما نشاهده ونسمعه يكون من الكذب الذي لا نستطيع أن نتحقق منه. لهذا من المهم التنبيه إلى أن يكون الواحد منا كيسا فطنا، فكلما نشرنا الفضيلة أسهمنا في توجه الناس لها ومحاولة تقليدها. بينما يكون نشر الرذيلة والإساءات والمشاهد المؤذية مسهما في تسهيل فعلها وتقبلها من قبل الأشخاص الذي يشاهدونها على أساس أنها أمر طبيعي ومنتشر.

إنشرها