Author

إكرام المسنين

|

زودني زميل عزيز بمقطع يتحدث عن مشروع ريادي في منطقة الباحة هو مشروع منتجع إكرام المسنين، وهذا المنتجع يقع على أرض مساحتها تتجاوز 30 ألف متر مربع، ويحتوي على دار ضيافة وعيادة وصيدلية وأندية صحية واجتماعية ورياضية وثقافية، إضافة إلى جامع يتسع لـ400 مصل.
تتسع الدار، التي أنشئت لإسكان المسنين، لأكثر من 200 مسن ومسنة، هذا العدد الذي يمكن أن تبدأ بخدمته الدار مرشح للارتفاع مع رواج الخدمات، التي يقدمها المنتجع.
عدت بالذاكرة للوراء، حيث كانت في مدينة الطائف دور كثيرة للمسنين والمسنات، الذين لا يجدون ملجأ ولا مكانا يقضون فيه أوقاتهم وهي تسمى "الرباط"، عدت للتسمية فلم أجد سوى أنها تربط المحتاجين بمجتمعهم وتفتح لهم وسيلة مهمة للترابط واستمرار الحياة. لعل ما يشاهد كذلك في كثير من دول العالم له علاقة بمثل هذا الأمر، رغم أن كثيرا من الدول تنشئ مثل هذه المواقع كمنشآت استثمارية يمكن أن تحقق مردودا من خلال دفع المستفيدين مبالغ مقابل الخدمات المقدمة فيها.
رغم كل محاولات التأويل والتفسير للمفهوم نفسه، ورفض كثير من الناس إدخال المسنين في مواقع مثل هذه من قبل أبنائهم وبناتهم، يبقى هناك محتاجون لا يجدون من يخدمهم. لهذا أوجدت إحدى الدول الأوروبية ما يربط بين فكر الرفض لإخراج المسنين من البيوت والرغبة في تكوين علاقات بريئة ومستدامة بين كبار السن، الذي تمثله إلى حد ما الديوانيات في مجتمعاتنا. ما شاهدته في هذه الدول هو أندية خاصة بكبار السن يحضرون إليها لتناول الوجبات، ومقابلة الأصدقاء وممارسة الهوايات في أجواء أقل ما يقال عنها إنها رائعة. دخلت أحد هذه الأندية بدعوة من صديق ووجدته يتفوق على كثير من الأندية العامة الموجودة في أغلب دول العالم. الجميل أن الاشتراك في هذه الأندية غير مكلف رغم أن خدماتها مميزة وأسعارها منخفضة. أعتقد ــ ولست متأكدا ــ أن هناك دعما حكوميا لهذه الأندية، وهو ما يجعل أسعارها منخفضة وخدماتها عالية بالشكل الذي شاهدته وأدهشني.
لأهل الباحة تهنئة، ومن جمعيات النفع العام نتوقع مبادرات مشابهة تنتشر في طول البلاد وعرضها وتطور "الرباط" إلى حالة يسودها الجمال والمتعة.

إنشرها