default Author

الالتهابات تتلف دماغك

|

يشعر أغلبنا في بعض الأحيان والبعض الآخر يعاني بشكل مستمر التعب والإنهاك وآلام المفاصل والعضلات والرغبة في النوم وعدم ممارسة أي نشاط، إضافة إلى فقد التركيز وبطء في اتخاذ القرار وضبابية في الرأس، رغم النوم بشكل كاف والغذاء جيد!
تصيب هذه الحالة 17 مليون شخص على مستوى العالم، وفي أمريكا وحدها يعانيها 2.5 مليون شخص. تسمى هذه الحالة متلازمة التعب المزمن.
حير هذا المرض العلماء سنوات، وكثرت حوله الدراسات، منها ما هو منطقي، وآخرها تم رفضه لعدم مصداقيته وتشكيك المختصين فيه، ليظهر لنا اليوم بحث قام به علماء في جامعة برمنجهام البريطانية وجامعة أمستردام الهولندية لدراسة العلاقة بين الخمول العقلي والالتهابات الداخلية كرد فعل الجسم على المرض، بعد أن لاحظوا أن الأشخاص الذين يعانون الأمراض المزمنة والسمنة يشكون عادة من التعب الفكري الدائم، والاضطراب المعرفي، لكنهم لم يجدوا سببا لذلك، ووجدوا منطقة في الدماغ تتأثر بالالتهابات!
لذا، قاموا بحقن 20 متطوعا بلقاح مضاد للتيفوئيد يسبب التهابات وقتية دون آثار جانبية، وبعد مضي بضع ساعات، اختبرت قدراتهم المعرفية وتركيزهم بقياس نشاط دماغهم بطريقة التخطيط الكهربائي. وقورنت بنتائجهم بعد حقنهم بمحلول ملح، وكانت المفاجأة أن إصابتهم بالالتهاب أثرت في ثلاث عمليات للانتباه في الدماغ، كل منها تمس منطقة محددة.
ووجدوا أن الالتهابات تؤثر كثيرا في نشاط الدماغ المرتبط بالحفاظ على اليقظة، وتخفيف مشاعر القلق والشعور بالخطر. تقول البروفيسورة جين ريموند في كلية علم النفس في جامعة برمنجهام، "تعد هذه الدراسة خطوة مهمة في فهم العلاقة بين الصحة البدنية والمعرفية والنفسية، وتشهد على أنه حتى أخف الأمراض يمكن أن يخفض مستوى اليقظة".
أما الباحث الأول ليوني بالتر، فيقول، "سيساعدنا الفهم الجيد للعلاقة بين الالتهاب ووظائف الدماغ، على إيجاد طرق لعلاج بعض هذه الحالات. على سبيل المثال يمكن للمرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السمنة أو أمراض الكلى أو مرض ألزهايمر، الاستفادة من تناول الأدوية المضادة للالتهابات من أجل الحفاظ على قدراتهم المعرفية أو تحسينها".
وهنا يتضح ضعف الإنسان وارتباط وظائف جسده وصحته ببعضها. يقول - صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

إنشرها