Author

الإدارة بالابتسامة

|

تعلمت من أحد الرؤساء، الذين تشرفت بالعمل تحت إدارتهم، مفهوما جديدا للإدارة؛ هو الإدارة بالابتسامة.
كان لا يرفع صوته على أي مرؤوس، يصغي باهتمام، ويوجه بلطف، ويقترح بأدب.
يعتبر الجميع إخوة له، فاعتبروه أخا أكبر.
وقبل كل ذلك وبعده؛
كان يضيء بابتسامة لم أرها منطفأة مطلقا.
تشعرنا هذه الابتسامة بثقة وسعادة، وتحشونا طمأنينة.
تحولت العلاقة بيننا وبينه إلى علاقة فريدة، نحترمه ونحبه.
عندما يتصل بأحدنا، نغبط هذا الأحد، لأنه ظفر باتصال من رئيس، يمنحك كل تواصل معه نشوة تغمرك لأيام.
يردد دائما على مسامعنا عبارة حفظناها من فرط ما أحببناها: "من أسباب الرضا أن يتذكر المرء النعم قبل أن يتذكر النقم، وأنتم إحدى أهم نعمي".
لم أره غاضبا قط. يخبئ حزنه لنفسه، يخشى أن يعدينا هذا الشعور، فيتوارى حتى ينضب ضيقه ويعود.
رغم الهدوء الكبير الذي يتحلى به، كان جادا جدا، وله شخصية مهيبة.
يقول سقراط: "الشخصية القوية لا تعني أبدا التلفظ بالألفاظ السيئة، فالقوة حكمة وليست وقاحة،
أينما وجد الاحترام وجد السلام".
مسؤولية القائد أن يوجد بيئة تزخر بالود والاحترام، فيسود جو ملهم للإنجاز.
عليه أن يزهو بفريقه ويتدرع بهم، مؤمنا قولا وفعلا بأن الله سيأتي بالسرور، وترحل الهموم، وتزهر الأحلام، وستكون النتيجة أن كل انتظار سيتبعه انتصار.
ترى كاثرين سانفورد مؤلفة كتاب "القيادة بالحب" أن من الركائز الأساسية لنجاح القائد العناصر التالية:
1 - ساعد العاملين، وتفهم ظروفهم، واقترب منهم.
2 - قدر جهودهم وثمنها، واحتف بهم سرا وعلنا.
3 - شاركهم المعلومات، وأشعرهم أنهم جزء أصيل في المنظومة، تتعامل معهم كأقرباء وليس غرباء.
4 - مكنهم من التواصل معك بسهولة، وتقديم الاقتراحات إليك بسلاسة.
من يتردد أكثر من مرة في محاورتك سيضيع عليك وعلى المنظومة فرصا كبيرة للتطوير والتقدم.
يا أصدقائي؛ إذا أراد أي منا أن يصنع فريقا متميزا، فعليه أن يزرع الثقة داخل زملائه،
أن يجعلهم يحترمونه ولا يخافون منه.
الاحترام سيسلحهم بالعزيمة.
الخوف سيملؤهم بالهزيمة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها