default Author

الطماطم والاختبارات

|

في مثل هذا الوقت من كل عام ترتفع أصوات الشكوى من ضيق الوقت وتزاحم المهام، ففي نهاية "الترم" أو العام تستنفر البيوت والأبناء طاقاتهم ويشعر الأغلبية بالتوهان وأن الوقت ليس في مصلحتهم، ولأن الوقت هو الحياة لزم المحافظة عليه. 
كم مرة هممت للقيام بجزء من أعمالك المتراكمة وفشلت خطتك الزمنية رغم أنك أمضيت وقتا طويلا جدا في المحاولة، قد يكون اليوم بطوله تقلب أوراقك وتطيل النظر إلى جهازك، لكن دون إنجاز يذكر لأنك في كل مرة تهرب من العمل أو لمهمة إلى الملهيات..
نعم، معك حق، فالمغريات كثيرة قد تبعدك عن هدفك الرئيس. أحد الذين عانوا مثلك لم يترك نفسه فريسة للفشل وندب الحظ، بل سارع إلى تنفيذ خطة جهنمية صنعها لنفسه وبأبسط الأدوات وورقة وقلم رصاص ومؤقت على شكل حبة طماطم، ومن هنا اكتسبت اسمها "البومودورو"، التي تعني طماطم بالإيطالية. إنه الفرنسي فرانسيسكو سيريليو الذي أسسها أواخر الثمانينيات ونشرها عام 2006 وبها فتح باب الأمل للكثيرين بمساعدتهم على إنجاز مهامهم، بل اختصار الوقت إذا طبقت بشكل صحيح. 
الطريقة هي عبارة عن 25 دقيقة من التركيز فقط..
بنى فرانسيسكو طريقته على أربعة أسس أو مبادئ وهي أن نعمل مع الوقت لا ضده وعدّه صديقا لا عدوا، القضاء على الإرهاق بأخذ فترات قصيرة من الراحة، إدارة المشتتات وأخطرها هاتفك الجوال، تعلم أن كل شيء يمكنه الانتظار إلا مستقبلك، إيجاد توازن بين العمل والحياة، تأجيلك للعمل يضيع وقتك ويزيد همومك ويمنعك من الاستمتاع بالحياة ويحرمك من أوقات الفراغ الحقيقية.
ولنجاحك وتحقيق أهدافك ما عليك سوى تحديد المهمة التي تريد القيام بها، ضبط المؤقت على 25 دقيقة والبدء في العمل في مهمتك إلى أن يرن المؤقت، وضع علامة على الجزء الذي توقفت عنده، وحدد التقدم الذي أحرزته في دورة "البومودورو". كرر العملية إلى أن تكمل أربع حبات من "البومودورو"، ومن ثم أتبعها بفترة الـ15 دقيقة من الراحة هذه المرة.. اليوم، بعد أن أنجزت أول حبة طماطم خاصة بك، خذ خمس دقائق من الراحة ثم كرر الدورة من جديد. اليوم ومع وجود التقنيات الحديثة لن تحتاج لحبة الطماطم، فهناك تطبيقات لجميع أنواع المشغلات تستطيع استخدامها في أي وقت عندما تقرر تصحيح حياتك.

إنشرها