default Author

الطاقة واستثمارها في العمل اليومي «1من 2»

|

أعط أهمية لمستوى الطاقة التي تشعر بها كونها تعكس سعادتك الداخلية، عندما قابلت ديريك، رئيس تنفيذي في قطاع البنوك، أعرفه منذ بعض الوقت، سألته لماذا يبدو محبطا. أجابني بسيل من الكلمات أنه يشعر بالإرهاق، وكان يجب عليه حضور عديد من الاجتماعات في العمل، وغالبا ما تكون تلك الاجتماعات مع أشخاص لا يرتاح في الجلوس معهم. لكن بالنظر إلى منصبه، شعر ديريك أن خياره الوحيد هو محاولة ارتداء قناع الإيجابية، لكن ذلك القناع تقمصه، فقد كان يعاني الأرق، حتى ساعات النوم القليلة التي يحصل عليها كانت مليئة بالكوابيس. من الواضح أن ديريك لم يكن في حالة عقلية جيدة.
سألت ديريك إذا ما استخدم دفتر يوميات لتسجيل الأمور التي يجب عليه إنجازها بشكل يومي، فقد تساعده على معرفة أسباب استنزافه بهذا الشكل، وتحديد الأمور السلبية والإيجابية الملحوظة في مقياس الطاقة، فإدراكه للأمور التي تؤثر فيه سلبا قد يساعده على إيجاد طرق لتفاديها.
حملني لقائي مع ديريك للتفكير في العادات والأوضاع السيئة التي تستنزف طاقتنا عادة، التي قد تؤثر فينا جميعا. لكن هل نحن على علم بالأعراض ولدينا الرغبة في فعل شيء حيالها؟
للمسببات الشائعة لاستنزاف الطاقة ومعرفة مزيد حول مسببات ذلك، سـألت التنفيذيين خلال ندوة التنفيذيين السنوية التي تقام في كلية إنسياد، حول العادات أو المواقف أو طرق التفكير التي تؤثر في صحتهم العقلية، وجاءت القائمة مثيرة للاهتمام.
الإدمان على الإنترنت وغيره من وسائل الإعلام السلبية لم يكن مفاجئا. إن معظم التنفيذيين يشتكون من إدمانهم الإنترنت. لم يتوقف الأمر على الكمية الهائلة من المعلومات التي تشعرهم بالضغط، لكنهم اعترفوا أنهم يقضون وقتا طويلا على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأنشطة، ما يتسبب في تشتيتهم عن مهامهم الأساسية. وصرح آخرون بأنهم يقضون ساعات في مشاهدة التلفزيون أو خدمات البث.
واعترف عديد من التنفيذيين بأن أسلوبهم في تحديد الأولويات غير ناجع، من خلال عدم القدرة على إدارة الوقت، حيث إنهم يقضون وقتا عصيبا في محاولة ترتيب الأمور المهمة ومحاولة التمسك بالجدول الزمني، كما أنهم يواجهون مشكلات في رسم الحدود، ويشعرون أن وقتهم تحت رحمة أولويات الآخرين. ومن المثير للاهتمام أنه حين يشتكي بعض التنفيذيين من نقص التنظيم في حياتهم، يقول آخرون إن حياتهم تسير بشكل مخطط ولا يمتلكون الحرية للبحث عن الأمور التي تشحذ طاقتهم.
كما أن رفع سقف التوقعات بشكل مبالغ يشعر بعض التنفيذيين أحيانا بأنهم يحاولون إرضاء الجميع، بينما يستسلم عدد أكبر من التنفيذيين إلى الكمال، وكانوا يقسون على أنفسهم وغير قادرين على تقبل فكرة أنهم قد يرتكبون أخطاء "كطريقة للنمو والتطور". عوضا عن ذلك، تخصص آخرون في تعذيب أنفسهم والتركيز على أشياء لا يستطيعون التحكم فيها.

إنشرها