الطاقة- الغاز

الأمم المتحدة: انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري تسجل مستوى قياسيا

الأمم المتحدة: انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري تسجل مستوى قياسيا

أظهر تقرير للأمم المتحدة أمس، أن انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ارتفع إلى مستوى قياسي العام الماضي، وأن درجات حرارة العالم قد ترتفع أكثر من مثلي الحد المتفق عليه دوليا إذا لم يتخذ إجراء.
وبحسب "رويترز"، فإن "تقرير فجوة الانبعاثات"، واحد من عدة تقارير صدرت قبل محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ المقررة في مدريد الأسبوع المقبل، التي تهدف إلى تشجيع زعماء العالم على الحد من تغير المناخ.
ويقيس التقرير حجم خفض الانبعاثات المطلوب للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستوى 1.5 درجة مئوية فوق مستوياتها قبل الثورة الصناعية، وفقا لاتفاق باريس الموقع عام 2015.
وحذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العام الماضي من تغيرات ضخمة على مستوى العالم إذا لم يتحقق هذا المستوى، مثل فقد كل الشعب المرجانية تقريبا وأغلب جليد المحيط المتجمد الشمالي.
ويفيد ملخص التقرير الذي أعده برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة، بأن "بقاء الحال على ما هو عليه ينذر بارتفاع درجات الحرارة 3.2 درجة مئوية خلال القرن الحالي، ما قد يحدث تأثيرات واسعة النطاق ومدمرة".
وأوضح، أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند مستوى 1.5 درجة فوق مستوياتها قبل الثورة الصناعية كما هو وارد في اتفاق باريس، ما زال من الممكن تحقيقه، لكنه يتطلب خفض الانبعاثات 7.6 في المائة سنويا في الفترة من 2020 إلى 2030. ولتحقيق ارتفاع بمقدار درجتين مئويتين يتعين خفض الانبعاثات 2.7 في المائة سنويا.
وقال إنجر أندرسن المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لـ"الفرنسية"، "نحن نفشل في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ما لم نتخذ إجراءات عاجلة الآن وننجز خفضا كبيرة للغاية في الانبعاثات العالمية، فسنفوت هدف (احتواء الارتفاع) بـ1.5 درجة مئوية".
وذكر أنه لو اتخذت الحكومات إجراءات مناخية جادة في 2010، بعد قمة كوبنهاجن التي بثت حياة جديدة في النقاش بشان المناخ، لكانت الانخفاضات السنوية المطلوبة للانبعاثات 0.7 في المائة لارتفاع حراري من درجتين، و3.3 في المائة لارتفاع حراري من 1.5 درجة مئوية.
وقال أندرسن، "لقد قادتنا عشرة أعوام من التسويف المناخي إلى ما نحن عليه اليوم".
ورغم تباين النصائح الموجهة للدول، فإن الموضوع واضح: التخلص التدريجي التام من الفحم والتخلص من النفط والغاز في شكل كبير والبناء على الطاقة المتجددة في شكل واسع.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأمم المتحدة رسميا، بأن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاق باريس للمناخ واتخذت خطوات لتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري، بما في ذلك دعم تكنولوجيا لالتقاط وتخزين انبعاثات ثــــاني أكســــيد الكربون من محطات توليد الطاقة.
وإجمالا، يجب على البلدان زيادة مساهماتها في مكافحة المناخ خمس مرات لتحقيق الخفض اللازم للوصول إلى 1.5 درجة مئوية.
في العام الماضي، أصدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، الهيئة العلمية الرائدة في العالم حول هذا الملف، تحذيرا صارخا بأن تجاوز الاحترار 1.5 درجة مئوية سيزيد من شدة وتتابع موجات الحرارة والعواصف الكبيرة والفيضانات.
ومع ارتفاع الاحترار درجة مئوية فقط حتى الآن، من المتوقع أن يكون عام 2019 هو ثاني أكثر الأعوام حرارة في تاريخ البشرية، وهو بالفعل شهد حرائق غابات قاتلة وأعاصير باتت أكثر تواترا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وعلى الرغم من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة لأعوام، أقرت الأمم المتحدة نفسها أمس، "أنه لا يوجد ما يشير إلى أن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ستنخفض في الأعوام القليلة المقبلة".
وقال ألدن ماير مدير السياسات في اتحاد العلماء المهتمين، إن "نقطة التحول كان يجب أن تأتي قبل أعوام. الوقت لا ينفد.. الوقت نفد بالفعل".
وجاء في التقرير أن الانبعاثات ستحتاج إلى انخفاض 55 في المائة بحلول عام 2030 ليبقى الاحترار على مسار 1.5 درجة مئوية، وهو ما سيكون انخفاضا غير مسبوق في ظل نمو عالمي.
وأعرب جون فيرجسون، مدير التحليل في صحيفة "الأيكونوميست" البريطانية، عن تشاؤمه من قدرة الدول على خفض انبعاثاتها في الوقت المطلوب.
وأضاف، "هناك فجوة في الانبعاثات، لكن هناك أيضا فجوة بين الكلام والأفعال، وتوضح هذه الفجوة تشاؤمي بأننا لن نتمكن من حصرها عند 1.5 درجة مئوية".
من جهته، قال بيتيري تالاس الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في بيان أمس الأول، "ليس هناك ما يشير إلى وجود تباطؤ، ناهيك عن انخفاض في تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، رغم جميع الالتزامات المقطوعة بموجب اتفاق باريس بشأن تغير المناخ".
وأضاف، "نحن بحاجة إلى ترجمة الالتزامات إلى أفعال وزيادة مستوى ما نطمح إليه من أجل رفاهية البشرية في المستقبل".
ووفق نشرة غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة، فإن المتوسط العالمي لتركيزات ثاني أكسيد الكربون بلغ 407.8 جزء في المليون في 2018، مرتفعا من 405.5 جزء في المليون في 2017.
وهذه الزيادة تتخطى بقليل معدل الزيادات السنوية خلال العقد الماضي.
وثاني أكسيد الكربون مسؤول عن ثلثي الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية.
ويعد الميثان ثاني أكبر مسبب للاحتباس الحراري، وتتسبب به الأنشطة البشرية، مثل تربية الماشية وزراعة الأرز. وهو مسؤول عن 17 في المائة من الاحتباس، بحسب التقرير.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز