Author

السعودية .. صناعة السلام والتنمية

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية


في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى، لخص فيها الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية إضافة إلى مجموعة من الرؤى والأهداف تحدث فيها عن الاكتتاب الأضخم وهو اكتتاب شركة أرامكو الذي سيحقق -بإذن الله- نتائج إيجابية للاقتصاد تتعلق بتدفق الاستثمارات وإيجاد فرص عمل ومزيد من الشفافية والالتزام بالحوكمة للشركة، كما أشار في كلمته إلى التطور الكبير للإصلاحات بمختلف صورها خصوصا الاقتصادية، وتناول هموم المواطن خصوصا فيما يتعلق بالبطالة وكيف أن المملكة عملت على تنويع مصادر الدخل وإيجاد فرص للعمل للمواطنين.
لعل الموضوع الذي يركز عليه المقال من كلمة خادم الحرمين ما يتعلق بدور المملكة في الصراع في المنطقة وكيف أن المملكة تحمل الأمل والتنمية في مقابل مشروع إيران التخريبي في المنطقة وتضرر المنطقة بما فيها إيران من هذا المشروع الذي مع الأسف أعاد بعض الدول العربية وإيران إلى الوراء فقد ذكر خادم الحرمين الشريفين أن ما تعرضت له المملكة من اعتداءات بـ286 صاروخا باليستيا و289 طائرة دون طيار، بشكل لم تشهد له مثيلا في أي دولة أخرى لم يؤثر في مسيرة المملكة التنموية ولا في حياة مواطنيها والمقيمين فيها، والفضل -بعد الله- يعود إلى منسوبي القطاعات العسكرية والأمنية الذين يسهرون على أمن هذا الوطن وبما يقومون به في الذود عنه، مؤكدا فخره بشهداء الواجب والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، وأن أسرهم ستظل دوما موضع الرعاية والاهتمام.
لا شك أن الإعداد لمختلف التحديات التي كانت برنامجا حكوميا مستمرا له أكبر الأثر بعد الله في حفظ الأمن وبناء قدرات عسكرية نوعية للمملكة إضافة إلى قوة وإصرار جنودنا البواسل الذين كانوا سببا بعد الله فيما نشعر به من أمن ورخاء.
لا شك أن هذا المشروع التخريبي الذي بدأته إيران منذ 40 عاما انتهى بحالة من الفوضى في بعض دول المنطقة وكانت إيران جزءا من هذه الفوضى فالتدخل في شؤون الدول الأخرى ودعم المجموعات الإرهابية والمسلحة والتخريبية ثمنه باهظ على المنطقة، بل إن العالم تأثر بذلك باعتبار أن جزءا كبيرا من تجارة العالم يمر بهذه المنطقة كما أنها المنتج الأهم للعالم فيما يتعلق بالطاقة ولذلك تحرك العالم لإيقاف هذه الفوضى والتخريب الذي تصدره إيران.
المملكة بما تحمله من طموح، وبما تتطلع إليه من رغبة صادقة تقود المنطقة إلى تعزيز التنمية بها حيث إنها تقدم نموذجا للعالم من المنطقة يبرز الجوانب الإيجابية فيها ويرسخ أن هذه المنطقة هي مهد التاريخ والحضارة في العالم وأنه لا بد أن تعود إليها هذه الحضارة، كما أن المملكة بدأت ببرامج اقتصادية طموحة تهدف إلى استدامة التنمية وتنويع مصادر الدخل، إضافة إلى تحقيق الرفاهية للمواطن من خلال برامج متنوعة منها الاهتمام بمعالجة مشكلة البطالة وإسهام المرأة في سوق العمل لتحسين دخل الأسرة، إضافة إلى دعم برامج ومشاريع الإسكان وتنوعها بما يخدم شريحة واسعة في المجتمع ويعجل بفرص تملك الأسر منذ بداية الزواج، إضافة إلى الاهتمام بالسياحة والترفيه والمشاريع التي تحسن جودة الحياة مثل الحدائق العامة والمدن الترفيهية والتنوع في وسائل النقل، كل ذلك يعكس التوجه العام لتحقيق التنمية ولتغيير ظروف الحياة للمواطن السعودي والعربي بصورة عامة باعتبار أن المملكة يمكن أن تكون نموذجا لأشقائها في المنطقة وتزيد الفرص المتاحة لهم عند نجاح التجربة.
لا شك أن من الصعوبة بمكان الحراك بكل اتجاه من أجل مسابقة الزمن لتحسين الحياة في المنطقة بين محاربة الإرهاب والمشاريع التخريبية والإنفاق على التنمية وإقناع المستثمر الأجنبي بفرص الاستثمار في المنطقة وفي النهاية ينام المواطن وهو بحمد الله وفضله آمن على نفسه وأسرته، بل يتطلع إلى يوم أفضل في الغد، لا شك أنها معادلة صعبة تمكنت من تحقيقها بحمد الله المملكة.
الخلاصة: المملكة اليوم تقود مرحلة صعبة في المنطقة لتحارب قوى الشر والإرهاب في الوقت الذي تنفق فيه على التنمية، وقد حققت بحمد الله إنجازات عظيمة بدعم حكومي طموح يتطلع إلى أن يرتقي بالوطن للصفوف الأولى في العالم، وبإخلاص أبنائها الذين يسهرون على حمايتها، والشباب الطموح لبناء مستقبله.

إنشرها