Author

بوابة الدرعية .. الحضارة والتراث والسياحة

|


مع وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس لـ"بوابة الدرعية" ينطلق مشروع تراثي ثقافي حضاري في المملكة يضاف إلى المشاريع المشابهة في البلاد كلها. وهذا المشروع الذي يستهدف ترميم المنطقة التاريخية يدخل في صلب رؤية المملكة 2030 التي أولت اهتماما بالغا بالجوانب الثقافية والتراثية والتاريخية التي تذخر بها السعودية. فهذه «الرؤية» رغم أنها وضعت لصناعة مستقبل يليق بالمملكة، إلا أنها اهتمت بالجانب التاريخي باعتباره إرثا يفخر به السعوديون كلهم. يضاف إلى ذلك، أن السعودية تتمتع بتاريخ غني بالحراك والتراكمات التراثية، أثر في الواقع على مدى قرون في المنطقة كلها. فضلا عن تشرف البلاد بكونها مهبط الوحي لرسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، وارتباط المسلمين في كل مكان من هذا العالم بهذه البقعة الشريفة.
مشروع "بوابة الدرعية" رصد له أكثر من 64 مليار ريال، ما يؤكد مدى اهتمام القيادة به وبمخرجاته. وهو مشروع يربط ماضي المنطقة بمستقبل المملكة من خلال «رؤية 2030»، وهذه النقطة على وجه الخصوص تدخل مباشرة في الجانب الثقافي السياحي الذي تتضمنه الرؤية. فهذه الأخيرة وضعت السياحة كصناعة وطنية عالية الجودة تستند إلى مكتسبات وثروة حقيقية في مجالها. كما أنها -أي السياحة- تصب في المحور الرئيس لـ«الرؤية» وهو تنويع مصادر الدخل، خصوصا مع تنامي قطاع السياحة العالمي بشكل عام، واهتمام العالم بالمملكة من كل الجوانب الاقتصادية والثقافية والتراثية والتاريخية والروحية. وأسهمت القوانين التي اتخذت على أساس «رؤية المملكة» في فتح آفاق سياحية عالية الجودة، بما في ذلك تسهيل الحصول على التأشيرات السياحية لمن يرغب في ذلك.
ولن تتوقف الخطوات في هذا المجال الاستراتيجي الحيوي في المستقبل. بل هناك مشاريع كبيرة جدا تنتظر الانطلاق لتدخل ضمن قطاع ليس جديدا في المملكة، لكنه متجدد مع مخططات محكمة ومستدامة فيه. وقد أثبتت الاستطلاعات التي أجريت في هذا المجال، أن هناك شرائح كبيرة من السياح الأجانب يفضلون دخول الساحة السعودية من هذا الباب المهم، بسبب ما توفره حاليا من تسهيلات وما تتمتع به من مقومات سياحية كبيرة، إضافة إلى أنها تعد من أكثر الأماكن في العالم مثالية في سياحة الأسر، فضلا عن الأمان الاجتماعي الذي تتمتع به المملكة. ولذلك، فإن أي مشروع يصب في قطاع السياحة هو في الواقع "مصنع" آخر جديد يدفع مسيرة التنمية والبناء الاقتصادي إلى الأمام وبسرعات كبيرة أيضا. ففي المرحلة الماضية تم استكمال مشاريع ثقافية واقتصادية مختلفة حتى قبل المواعيد النهائية المحددة لها. ما يعني أن مشروع "بوابة الدرعية" سيمضي بخطوات سريعة توائم طبيعة الحراك التنموي ككل.
وكل عناصر المشروع التاريخي التراثي هذا حاضرة وفق الأساس الجغرافي الحقيقي. فهناك مجمع حضاري تقليدي سيتم بناؤه وهو متعدد الاستخدامات يحتفي بالتراث السعودي، كما أنه سيتم بناء ميدان الملك سلمان الذي يمثل أكبر منطقة للتجمع، ومدرج سمحان الذي يقع في منتصف الطريق الممتد على طول الجرف. إضافة إلى كثير من المشاريع ضمن المشروع الكبير ستظهر في المرحلة المقبلة. كل هذا يصب في الحراك التنموي العام للبلاد، الذي يمضي قدما في عملية بناء المستقبل وفق أسس مستدامة، وعلى المبادئ الوطنية الثابتة.

إنشرها