الطاقة- النفط

3 عوامل تؤثر في السوق النفطية  .. الحرب التجارية وزيادة المخزونات ومواقف «أوبك»

3 عوامل تؤثر في السوق النفطية  .. الحرب التجارية وزيادة المخزونات ومواقف «أوبك»

صعدت أسعار النفط أكثر من 2 في المائة أمس بعد تقرير أفضل من المتوقع للمخزونات الأمريكية وتعهد روسي بمواصلة تعاونها مع "أوبك" للإبقاء على الأسواق العالمية متوازنة.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.42 دولار، ما يعادل 2.3 في المائة إلى 62.33 دولار للبرميل، في حين زادت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.41 دولار أو 2.6 في المائة مسجلة 56.62 دولار للبرميل.
وذكر رايان كوب، سمسار السلع الأولية لدى "سي.إتش.إس هدجنج" في شيكاغو، أن "تراجع مخزون كاشينج ربما قدم بعض الدعم.. ومع زيادة استهلاك مصافي التكرير، سيصل تأثير تلك الأرقام في نهاية المطاف إلى مخزون الخام".
ويرى محللون نفطيون أن جميع التحركات السعرية الراهنة في السوق تعتمد بشكل أساسي على تطورات الحرب التجارية، ومدى تقدم المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، خاصة مع الحديث عن صفقة جزئية وشيكة تهدئ من روع التصاعد المستمر في المواجهات التجارية، الذي تمثل في فرض المزيد من التعريفات التى تعرقل التجارة بين أكبر اقتصادين مستهلكين للطاقة في العالم.
وأشار المحللون إلى أن بيانات المخزونات الأمريكية الأسبوعية تلعب أيضا دورا مؤثرا في قيادة تحركات أسعار النفط، كما تعمل البيانات التي تصدر عن "أوبك" على بث أجواء الثقة بالسوق والحد من تقلبات الأسعار، ومحاولة علاج تداعيات الحرب التجارية.
فى هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن البيانات الاقتصادية العالمية تأثرت بشكل كبير بالإخفاقات والانفراجات المتوالية في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، لافتا إلى أن الصورة ليست قاتمة بشأن وضع وتنافسية الاقتصاد العالمي، رغم صدور إشارات حول ضعف الطلب الصيني العام المقبل.
وأضاف شيميل أن وفرة المعروض ربما تكون السمة الأبرز في السوق النفطية، خاصة خلال الربع الأول من العام المقبل، الذي عادة ما يشهد ضعفا موسميا للطلب بسبب موسم صيانة المصافي الأمريكية، منوها إلى وجود زيادات إنتاجية مؤثرة حاليا في المعروض سواء من "أوبك" أو خارجها، ويقود زيادات المعروض العراق ونيجيريا والولايات المتحدة والبرازيل والنرويج وجيانا، وهو ما يعوض النقص الحاد في الإمدادات الناجم عن عقوبات إيران وفنزويلا.
من جانبه، يقول لـ"الاقتصادية"، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، إن العام الجاري شهد أكبر موجة ارتفاع لأسعار النفط منذ منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي، ولكن هذا الارتفاع كان مرهونا بظروف الحادث الإرهابي على منشآت النفط السعودية، وحالة القلق التي صاحبته، ولكن سرعان ما انخفضت الأسعار بسبب المعالجة السعودية الناجحة.
وذكر جيراس أن أسعار النفط مرشحة للبقاء في المستوى المتوسط بين الـ50 والـ60 من الدولارات، ما لم تحدث أي أخطار جيوسياسية جديدة تؤثر في مسار الأسعار، مشيرا إلى نجاح السياسات النفطية السعودية في احتواء تداعيات أي عوامل خطرة ومستجدة تؤثر في استقرار وتوازن السوق وهو ما ظهر جليا في حادث أيلول (سبتمبر) الماضي، كما أن المملكة ستقود المنتجين خلال اجتماع الشهر المقبل نحو التزام أوسع بخطة خفض المعروض، لتضييق الفجوة بين العرض والطلب ودعم استعادة التوازن في السوق النفطية.
من ناحيته، ذكر لـ"الاقتصادية"، دان بوسكا، كبير محللي بنك "يوني كريديت" الدولي، أن اهتمام السوق ينصب بشكل أساسي في المرحلة الراهنة على بيانات الصين ودورها في تحريك مستويات الطلب، علاوة على أنها توفر قراءة لتطور وتوقعات النمو العالمي، خاصة في ضوء توقعات لصفقة وشيكة محتملة قد تنهي الحرب التجارية، موضحا أن أسعار النفط سبق وقفزت بأكثر من 4 في المائة في أوائل سبتمبر الماضي بفعل البيانات الصينية وحدها، رغم بقاء المخاوف المتعلقة بضعف الاقتصاد العالمي.
وأضاف بوسكا، أنه كلما حدث تقدم في مفاوضات التجارة انعكس ذلك على الفور على الأسعار، ومثال ذلك الأسبوع الثاني من الشهر الماضي حينما سجلت أسعار النفط أعلى مستوى في أسبوعين بسبب العوامل النفسية في السوق، التي كان مفادها أن صفقة "جزئية" جديدة قد تنهي الحرب التجارية في متناول اليد، وكان ذلك أكبر تقدم في الحرب التجارية، التي استمرت 18 شهرا، ولكن المكاسب لم تصمد طويلا.
بدوره، يقول لـ"الاقتصادية"، ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية، إن الجميع على قناعة بأن الحرب التجارية هي أكبر تهديد لأسعار النفط إلى حد بعيد، موضحا أن الحرب التجارية كان لها تأثيرات واسعة على تراجع النمو الاقتصادي في آسيا والولايات المتحدة لأنها زادت من تكاليف استيراد الشركات للبضائع ورفعت الأسعار للمستهلكين، حيث سيقود هذا إلى ركود في قطاع الطاقة.
وأوضح لديسما، أن "أوبك" تتمسك بسياسات خفض الإنتاج رغم تأثير ذلك السلبي في حصصها السوقية، وذلك بهدف الحفاظ على توازن السوق ومنع تكرار الموجات الهبوطية الحادة للأسعار، التي حدثت في دورات اقتصادية سابقة، مشيرا إلى أن الإنتاج الأمريكي ما زال المستفيد الأكبر من هذه التخفيضات، رغم توقعات انكماشه وتباطؤ الاستثمارات الجديدة في العام المقبل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط