Author

«أرامكو» .. سهم «المحبة» و«الهيبة» .. والواقع «الجميل»

|

استبشار السعوديين بالاكتتاب في أكبر شركة نفط في العالم تحول جزء منه إلى بعض الدعابات ربما لتخفيف هذه "الهيبة الاقتصادية" التي يشعرون بها كونهم "ملاكا" مستقبليين في شركتهم "الحلم".
اكتتب السعوديون في "تخصيص" قطاع الاتصالات وتحويله إلى إحدى كبريات الشركات في المنطقة قبل أكثر من عقد ونصف من الزمن، لكنهم حينها لم يطلبوا في العلن طلبات من قبيل مراقبة أعمال الفروع، أو التأكد من سلامة السيارات، أو "النزاهة" في صرف الأرقام أو متابعة أداء الموظفين.
اليوم يمكن قراءة كثير من "القفشات" السعيدة في وسائل التواصل الاجتماعي مثل متابعة مجموعة معينة من "البراميل" أو الحساسية الشخصية المفرطة تجاه مؤشرات أسعار النفط، بل إن أحد الظرفاء طلب من الشركة عدم بيع "الخام الخفيف" حتى "يخدر"، ويخدر في المحكية الخليجية تعني ترك الشاي حتى يكتسب لونه "الوسطي" بين الأسود والأصفر.
الروح التي تنتشر بين الناس لم تحفل بالأرقام فقط، أو تركز على العائد السنوي لسهم "أرامكو" وتقارنه بفرص استثمار أخرى، لقد تجاوزت إلى معان أخرى أضافتها إلى هذه "الفرصة" التاريخية، معاني أن الرؤية السعودية تتحقق بخطى ثابتة، والتحول يتم حسب المخطط الذي وضعه وينفذه ويتابعه عراب السعودية الجديدة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان.
السعوديون يعلمون أن النفط كمادة خام "سلعة ناضبة" لكنهم يعرفون أن شركة أرامكو لم تعد اليوم شركة النفط الخام، هي شركة البتروكيماويات، والمصافي، والطاقة والصناعة، وهي ستستثمر وتعمل على استغلال كل الفرص في إدارة الموارد، وتحقيق العائد الأمثل من العمل في أي قطاع اقتصادي.
تقاطر الناس زرافات في القنوات المصرفية البديلة وفروع المصارف للاكتتاب، حتى من لهم موقف مضاد من الأسهم وأسواقها شاركوا في الاكتتاب لأن هذا "التخصيص" يحمل سمات تاريخية ووجدانية مختلفة هذه المرة، ويؤكد ثبات الخطى السعودية على طريق المستقبل وكأن ما يجول في خواطرهم هو الاعتزاز بهذه التطورات والتغيرات التي يعيشها الاقتصاد اليوم، ويرومها في المستقبل.
يمكن القول من إرهاصات اليومين الأولين للاكتتاب إن الإقبال كبير، وإن "محبة" المرحلة هي "دراسة الجدوى" الشخصية والعفوية لكثير من غير المتخصصين أو ممارسي الاستثمار والأعمال، وإن "مخاطر الاستثمار" صغرت أمام هذه "الهيبة" السعودية التي يراها العالم اليوم، وإن "العائد" على الاستثمار هو الثقة باقتصاد البلاد.
انهالت الخيرات في السعودية، فتعالت الدعوات "اللهم صيبا نافعا"، هطل المطر، وبلل "غرة" الصغيرة التي فاجأت والدها عند عودتها من المدرسة قائلة "بابا اشتر لي أرامكو"، فتبسم مندهشا من قولها وأجاب "سأشتري لك حلما سعوديا .. سأكتتب في الواقع الجديد الجميل .. والمثمر".

إنشرها