Author

براءات الاختراع

|


أولا ما المقصود ببراءة الاختراع؟ أشير إلى أنها صك أو شهادة إثبات تصدره الدولة ممثلة في الجهة ذات العلاقة مثل مكاتب براءات الاختراع يتضمن أن صاحب هذا الصك أو الوثيقة هو المالك الحقيقي والوحيد إن لم يكن بالطبع معه شركاء للاختراع أو الاكتشاف المثبت في هذا الصك، بالتالي فإن له حق الاستفادة منه طوال مدة معينة تزيد أو تنقص حسب اختلاف مكاتب البراءات.. علما أنه لا تصدر له هذه الوثيقة إلا بعد أن يستوفي كل الشروط المطلوبة.. وهذا الحق الاستئثاري الذي خولته البراءة لصاحبها يتضمن منع الغير من استعمال هذا الاختراع أو استغلاله.. ومن ثم فإنه يحق لصاحب البراءة فقط الاستفادة منها، إما بالبيع وإما بالاتفاق مع جهة ما لتحويلها إلى منتج يمكن أن يتحول إلى سلعة قابلة للتداول.. ولذا فهي -أي البراءة- في حقيقتها تعد صورة من صور الملكية الفكرية الصناعية.. ويعد الاكتشاف المتضمن في البراءة قابلا للتطبيق الصناعي إذا ما كان تصنيعه ممكنا أو استعماله في أي مجال مناسب، كالمجال الصناعي أو الزراعي أو الدوائي أو الحرفي أو غير ذلك. وتمثل براءات الاختراع علامة على تقدم الدول علميا وكلما زاد عدد البراءات في دولة ما دل ذلك على قوة الدعم، الذي تتلقاه الجهات المصدرة للبراءات كالجامعات أو كراسي البحوث أو مراكز الأبحاث سواء من القطاع الحكومي أو الخاص.. وتمثل براءات الاختراع للشركات العملاقة فرصا سانحة لتتمكن من إحداث اختراقات سريعة في القطاعات الأكثر تنافسية مثل قطاعات الدواء والتكنولوجيا والاتصالات وغيرها.. وللحق المملكة تعد من أكثر دول المنطقة تسجيلا لبراءات الاختراع، لكن وهنا مربط الفرس أين انعكاس هذه البراءات على الواقع المحلي بأي شكل من الأشكال أو بمعنى آخر هل أمكن تحويل هذه البراءات إلى منتجات تجارية قابلة للتسويق؟ الجواب بالطبع بالنفي وقد يعزى ذلك إلى غياب التنسيق بين الجامعات ومراكز البحوث وبين القطاع الخاص، وضعف قدرة البحث والتطوير عند معظم إن لم أقل كل مؤسسات القطاع الخاص.. وليسمح لي القارئ أن أورد مثالا لبراءة اختراع صاحبها هو كاتب هذه السطور بالمشاركة مع اثنين من زملائه، حيث حصلنا على براءة اختراع من المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع بعد جهد جهيد وذلك عن مركب تم فصله من إحدى نباتات المملكة وله القدرة على الحد من التدخين والحد من السمنة وأعيتنا الحيلة لنجد من يحوله إلى منتج تسويقي حتى الآن.

إنشرها