FINANCIAL TIMES

زعامة المحافظين تسعى إلى تحدي الأنماط المعروفة

زعامة المحافظين تسعى إلى تحدي الأنماط المعروفة

هل "بريكست" دون صفقة في السنة المقبلة هو أفضل نتيجة؟ من بطلك السياسي؟
40 عضوا من أعضاء البرلمان تنازلوا عن ترشيحهم قبيل انتخابات الـ12 من كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وكثير منهم من الجناح المعتدل من الحزب الحاكم، فإن حزب المحافظين يمر الآن بتحول على مستوى الأجيال.
بوريس جونسون، رئيس الوزراء وزعيم الحزب يصر على أنه لا يجب أن يتحول المحافظون إلى طائفة أغلبها من أنصار "بريكست" الذكور المتشددين وحيث أمر مسؤولو الاختيار باختيار أكثر أعضاء البرلمان تنوعا حتى الآن.
من المتوقع أن يتم تجريد الحزب من أبرز أعضائه المؤيدين للتكامل الأوروبي مثل كين كلارك وأمبر راد، لذا فإن حزب المحافظين في مظهره الجديد سيكون مؤيدا لـ"بريكست" بشكل شامل. قال مسؤول في الحزب: "هناك نكهة واضحة اسمها "صوتوا من أجل المغادرة" يتسم بها الأمر كله". أفضل مؤشر على المظهر الجديد الذي سيتخذه حزب المحافظين المقبل في البرلمان، ربما يتم تقديمه من خلال قائمة المرشحين الذين تم اختيارهم للتنافس على المقاعد التي يمتلكها أصلا.
وفي حين أن القائمة لا يزال يسيطر عليها الرجال، إلا أن 40 في المائة من الأعضاء هم من النساء.
في البرلمان السابق كان 21 في المائة من نواب المحافظين في البرلمان من النساء. في مقعد نوتنجهام شاير من راشكليف، الذي يشغله وزير المالية السابق كلارك، تم اختيار روث إدواردز، خبيرة الأمن السيبراني لتكون خليفته. واختيرت المحامية آنا فيرث من أجل دائرة كانتربيري الانتخابية المهمة المتأرجحة بين الحزبين في مقاطعة كنت، في حين أن ثيو كلارك، المختصة في المساعدات الدولية تتنافس على مقعد ستافورد في ويست ميدلاندز. عدد من مقاعد المحافظين يجري التنافس عليها من قبل مرشحين من الأقليات العرقية.
ثاقب باتي، رئيس الغرفة التجارية لمنطقة برمنجهام الكبرى، اختير للتنافس من أجل مقعد ميريدين في ويست ميدلاندز.
أما جاجان موهيندرا، وهو عضو مجلس بلدي محلي، فسيتنافس ضد ديفيد جوك في ساوث ويست هيرتفوردشاير. أعلن وزير العدل السابق أنه سيتنافس ضد حزبه القديم كمرشح مستقل. محمد علي، الذي يعمل في التسويق سيتنافس في كارديف نورث، وهو مقعد يستهدفه المحافظون. المهن المرتبطة تقليديا بالمحافظين، مثل القانون والتمويل، لا تزال تهيمن على القائمة.
أندرو جريفيث الذي كان سابقا كبير الإداريين التشغيليين لدى شركة سكاي، يتنافس في مقعدي أرونديل وساوث داونز في ساسيكس.
اجتذب جريفيث انتباه وسائل الإعلام لأنه أعار جونسون منزله الريفي في وستمنستر ليكون قاعدة للحملة خلال ترشيحه الناجح ليكون رئيس حزب المحافظين في الصيف.
قائمة عام 2019 تشتمل أيضا على مجموعة كبيرة من المستشارين السياسيين. داني كروجر السكرتير السياسي لجونسون يتنافس في ديفازز في ويلتشاير. كلير كوتينهو، وهي مستشارة في وزارة الخزانة، تتنافس في إيست ساري، في حين أن لورا تروت التي عملت لدى رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون اختيرت لتتنافس على مقعد سيفينوكس الذي يضمنه المحافظون في كنت. مارك والاس، المحرر التنفيذي للموقع الإلكتروني ConservativeHome الذي كان يتابع عن كثب القوائم النهائية ودرس ملفات المترشحين الناجحين، قال إن هناك تفاؤلا ضمن الحزب بأنه سيتحدى الأنماط التقليدية. قال والاس: "ليست هناك مؤامرة موحدة لوضع كثير من أنصار جونسون أو "بريكست" على القائمة، كما أن الوسط لم يفرض هذه المقاعد لاختيار الأشخاص المفضلين لديه". عدد من المرشحين المحتملين أخبروا صحيفة فاينانشيال تايمز أن جمعيات المحافظين المحلية التي تتخذ القرار النهائي بشأن مرشحهم البرلماني تواقة لاختيار الأفراد الذين يفرضون عليها من قبل المركز الرئيس للحزب.
وقال أحد المترشحين: "هم يريدون بشكل متزايد شخصا ليكون مرشحهم، وليس بالضرورة أن يكون وزيرا في المستقبل".
بفضل قرار جونسون بالدعوة إلى انتخابات فورية يقصد منها حل عقدة "بريكست" تم تسريع مسار العملية وإدارتها مركزيا من أجل ضمان أن يتولى كبار المسؤولين السيطرة على عملية الاختيار. اختيار المرشحين كان بقيادة جاريث فوكس، إلى جانب أماندا سيتر، نائبة رئيس الحزب، والرؤساء المشاركون جيمس كليفرلي وبن إليوت وأندرو شارب، رئيس الجناح التطوعي في الحزب، والمسؤول دوجي سميث، الذي كان له دور مهم مع دوانينج ستريت برئاسة جونسون. يتم اختيار المرشحين المحتملين من قبل "مجلس تقييم برلماني"، حيث يطلب منهم إلقاء كلمة قصيرة، وإعداد مسودة بيان صحافي، والرد على أمثلة من بعض رسائل البريد الإلكتروني من الناخبين. هناك فحص قليل للسياسة أو المعتقدات السياسية. يدفع كل شخص راغب في الترشيح من أعضاء البرلمان 250 جنيها ليتم تقييمه. حين تتم الموافقة عليهم من قبل قيادة المحافظين، يتقدم المرشحون بطلبات إلى الجمعيات المحلية. في الوقت الذي يتم فيه تسريع العملية توضع القوائم النهائية من المركز من خلال مستويات متنوعة من النفوذ من الجمعيات المحلية. خلال حملات الدعاية الانتخابية، يلقي المرشحون كلمات يصل طولها إلى خمس دقائق ويجيبون على أسئلة من الناشطين من المجتمعات المحلية. تشتمل الأسئلة المعروفة على الضرائب التي يرغبون في تخفيضها، وما إذا كانوا سينضمون إلى مجموعة الأبحاث الأوروبية لأنصار "بريكست" المتشددين وأي جزء من شركات المنافع يريدون خصخصتها. على الرغم من أن الانتخابات متوقعة منذ فترة، يعتقد بعض المرشحين أنه تم تسريع العملية وأنها لمصلحة الذين لديهم اتصالات بأصحاب النفوذ.
قال أحد المرشحين: "كانت العملية معتمة إلى حد كبير للغاية، والقرارات تتخذ في اللحظات الأخيرة، وكان هناك كثير من الأبناء والبنات المفضلين الذين يحصلون على عدد من المحاولات".
وقال آخر: "كثير من عمليات الاختيار تم إبطاؤها وتأخيرها من قبل المكتب المركزي للمحافظين كي تتم بموجب قواعد الانتخابات العامة التي تعطيهم السيطرة التامة".
ومع السيطرة المتشددة التي تمارسها قيادة الحزب، فإن العملية أنتجت مع ذلك عددا من الخطوات الخاطئة الملحوظة.
كريس ديفيز، الذي أدين بتقديم مطالبة كاذبة عن المصاريف، فقد مقعده عن بريكون واندمورشاير في ويلز لمصلحة الديمقراطيين الأحرار في أحد الانتخابات الفرعية في آب (أغسطس) الماضي، تخلى عن خطط للترشح بصفته مرشحا عن المحافظين في منطقة إينيس مون. وقال: "لا أريد أن أعرض زوجتي وعائلتي إلى مزيد من الألم". اختير أنطوني كالفيرت لمقعد ويكفيلد المستهدف في يوركشاير قبل أن يضطره تاريخ من التعليقات المسيئة إلى الانسحاب.
في مقعد مضمون في نورفولك، اضطر نيك كونراد وهو مقدم برامج سابق في هيئة بي بي سي، إلى التنحي بسبب تعليقات اعتبرت "مرفوضة تماما" من قبل رئيس الوزراء. وتم استبدال الاثنين بسرعة.

قائمة العمال تقاوم التحول نحو اليسار
حزب العمال البرلماني سيبقى وسطيا إلى حد كبير حتى بعد الانتخابات العامة القريبة، على الرغم من المخاوف من أن زعيم الحزب جيريمي كوربين ومساعديه من اليسار المتشدد سيسعون إلى عدم اختيار أعضاء البرلمان المعتدلين.
وفقا لما تقوله جماعة مومنتوم Momentum حركة الناخبين من المجتمعات المحلية، هناك 36 مقعدا شاغرا نشأت بسبب انسحاب أعضاء البرلمان الحاليين أو خروجهم من الحزب، وهي مقاعد تعد قابلة للفوز بها في الانتخابات التي ستعقد الشهر المقبل. من المرشحين اللاحقين الذين يصطفون الآن، هناك 21 مرشحا من اليسار المتشدد في الحزب، وأربعة مما يسمى اليسار اللينو 11 شخصا من اليمين النسبي في الحزب.
أعضاء الجناح اليساري الذين يترشحون لإشعال مقاعد العمال الشاغرة يشتملون على زارا سلطانة، وهي ناشطة يبلغ عمرها 26 سنة كما تبين، وقالت إنها تريد "الاحتفال" بموت الزعماء العالميين مثل توني بلير، الزعيم السابق لحزب العمال.
يشتمل آخرون على سام تيري، وهو مسؤول اتحاد تي إس إس أيه TSSA، وبيل ريبيرو آدي، الذين توليا ذات مرة منصب كبيري الموظفين لدى ديان أبوت، وزيرة الداخلية في حكومة الظل.
لا يزال عدد كبير من المرشحين المعتدلين موجودين في تلك المقاعد "التي يمكن الإمساك بها"، مثل إبراهيم دوجس، صاحب مشاريع الكباب في ويست برومويتش، المقعد الذي كان يشغله في السابق توم واتسون، نائب الزعيم الذي سيتنحى الآن. من المرجح أن يبرز حزب العمال أيضا أكثر تنوعا إلى حد ما بعد الانتخابات مما كان عليه من قبل: 22 مرشحا من أصل 36 مقعدا كانت شاغرة سابقا هم من النساء، في حين أن 13 منهم من السود وخلفيات آسيوية وذوي أقليات عرقية.
الحسابات الثانية التي ينظر فيها التحليل العمالي الآن هي عدد الأشخاص الذين سيتحولون نحو جناح اليسار، من الذين يحتمل أن يكونوا من الفائزين في الانتخابات من الحزب. تشير حسابات لوك إيكهيرست، الأمين العام للجماعة الوسطية "العمال أولا"، إلى أن 18 مقعدا فقط من المقاعد الـ43 المستهدفة لديها مرشحون من اليسار المتشدد، وهي حسابات لا تعترض عليها حركة مومنتوم. وقال: "رغم أن جميع رافعات السلطة في الحزب هي بأيدي جناح كوربين اليساري، إلا أننا مسرورون تماما أننا متمسكون بشروطنا من حيث الاختيارات. في المجال الذي يتمتع فيه الأعضاء العاديون بخيار، تم اختيار كثير من المرشحين المعتدلين".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES