Author

أسرار العمل أمانة

|


تصلك أحيانا عبر "واتساب" أو بقية وسائل التواصل الاجتماعي، برقيات وخطابات تخص جهات حكومية، وبعضها يدخل تحت باب "سري جدا".
ولكن البعض يتهاون في هذه الأمور، ويعمد إلى نقل هذه المراسلات إلى من يعرف ومن لا يعرف. وهذا الأمر له محاذيره، وبعض هذه التسريبات قد تمثل تهديدا للأمن القومي.
من المؤكد، أن هذا السلوك المشين يدخل في باب خيانة الأمانة. وهذه الجريمة، في حال ثبوتها يعاقب عليها النظام.
إن هذه المراسلات الحكومية، ليست ملكا مشاعا للجميع، وتسريبها لا يتسق مع التزام الموظف بالحفاظ على أسرار العمل.
هذا الأمر يصدق على كل ما يخص الأعمال التي يؤديها الموظف، وبعضها يتعلق بأناس آخرين، إذ لا يسوغ لك كموظف في القطاع العام أو الخاص، أن تتحدث عما يدور في دائرة عملك من قضايا وتفاصيل تتعلق بفلان أو فلان.
كما لا يجوز لك أن تقوم ببيع بيانات خاصة بأناس، مثل أرقام الهواتف، أو بيانات أخرى، تجعلها عرضة لانتهاك خصوصياتهم واستهدافهم من شركات الإعلان.
مرة أخرى، أنت هنا تقف أمام ذاتك، وتحاكم تصرفاتك، بأن تضع نفسك مكان أي شخص تعرض للضرر بسبب ما تفشيه من معلومات عنه. سواء كان هذا التسريب، عن حسابات مصرفية، أو أملاك، أو حالات جنائية، أو سجل صحي ... إلخ.
كل هذه التفاصيل التي يتعامل معها البعض باستسهال، لا يجوز الإفصاح عنها. لا من خلال الاستراحات، ولا عبر "واتساب"، ولا أيضا من خلال الأحاديث الجانبية.
أسرار العمل إن خرجت إلى شخص واحد شاعت، والأوراق والرسائل إن تم نقلها إلى شخص واحد تدحرجت مثل كرة الثلج، لتثير بلبلة لا طائل منها.
وهناك من يتصيدون ويترصدون مثل هذه الخطابات، ويبنون عليها شائعات وتأويلات تتجاوز الفكرة من الخطاب، إلى قراءات وتفسيرات غير سوية.

إنشرها