ثقافة وفنون

تيرميناتور‏ .. الصراع بين فطنة البشر وذكاء الآلات

تيرميناتور‏ .. الصراع بين فطنة البشر وذكاء الآلات

تيرميناتور‏ .. الصراع بين فطنة البشر وذكاء الآلات

منذ أعوام ونجم الذكاء الاصطناعي يسطع هنا وهناك، ولقد بدأ وهج هذه العبارة يلمع على المنابر والمحافل الدولية، إلى أن أصبحت واقعا يتقبله البشر، وبعد أن أصبح معروفا لدى كثيرين انتقلت هذه التكنولوجيا لمواجهة البشر عبر ابتكارات لا يحدها عقل بشري، ولأن هوليوود كعادتها تتلقف الأفكار المبتكرة وتصنع منها فيلما تشويقيا، طرحت فكرة المواجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي في فيلم "المدمر .. المصير المظلم"، لكن هذه الفكرة ليست مستجدة على الإطلاق في أفلام هوليوود، فسبق أن طرحت في أكثر من فيلم، حتى إن سلسلة تيرمينيتور عمرها أكثر من 35 عاما، وهذا يدل على أن الفكرة انطلقت في الأفلام قبل سطوعها في الحياة الحقيقية، فكيف بدأت هذه السلسلة وما الجديد في عام 2019؟
عندما يتحكم الذكاء الاصطناعي في مصير البشر
بعد غياب دام أربعة أعوام، حيث إن الفيلم الأخير من السلسلة‏‎ ‎صدر عام 2015، عادت ‏سلسلة‎ ‎‏‏‏تيرميناتور‏‎ ‎إلى صالات السينما بفيلمها الجديد ‏"المدمر.. المصير المظلم"، وهو يعد الفيلم ‏السادس في السلسلة ‏‏التي امتدت على مدار 35 عاما، بدأتها الممثلة الأمريكية ‏‏ليندا هاميلتون في ‏الثمانينيات‎، بالدور الأيقوني "سارة كونر" ‏إضافة ‏إلى أرنولد ‏‏شوارزنيجر البطل الرئيس للسلسلة الممثل الأمريكي ذو الأصول النمساوية، الذي عاد إلى الأضواء بجزء جديد من سلسلة ترمينايتور التي كانت سببا أساسيا في شهرته، وتنطلق ضمن أحداث الفيلم جريس التي تجسدها ماكنزي دايفز في مهمة لحماية فتاة مراهقة ‏تدعى داني ‏‏‏راموس التي تلعب دورها ناتاليا رايس، فيما تجسد هاملتون دور سارة كونر، ويجسد ‏شوارزنيجر دوره المعتاد ‏‏‏أيضا‎.‎‏ ويركز "ذا تيرميناتور – دارك فايت" على تحكم الآلات في الكرة الأرضية عن طريق تصنيعها الذاتي ‏‏لنفسها ‏بعدة أشكال منها رجال آليون، فيما تنشأ مقاومة بشرية ضد الآلات بقيادة جون ‏كونور زعيم المقاومة‎.‎
ويستكمل الفيلم أحداث الجزأين الأول والثاني المحببين إلى الجمهور، بإسناد دور سارة كونر ‏إلى هاملتون بدلا ‏‏‏من إيمليا كلارك التي جسدته عام 2015، ذلك يعني أن على المشاهدين تجاهل ‏النسخ الثلاث الماضية ‏‏‏من الفيلم‎.‎
نهاية غامضة لقصة مفتوحة على الاحتمالات كافة‎
من الملاحظ أن قصة الفيلم الجديد للمخرج تيم ميلر، ما زالت تراوح مكانها وتدور في إطار حكاية ‏‏السلسلة نفسه بشكل عام، ‏فتشهد هذه السلسلة المواجهة بين "روبوت من المستقبل" يسعى إلى قتل الشخصية ‏‏الرئيسة في الفيلم، وبين ‏‏"روبوت قادم من الماضي" يتولى أمر حماية هذه الشخصية، مع الفارق بين ‏‏الاثنين أن نسخة ‏‏"روبوت المستقبل"، تكون متطورة أكثر من الآخر، بحيث يظل متفوقا عليه. وقد تمكن ‏‏المخرج الذي أخرج أيضا سلسلة أفلام‎ Deadpool ‎‏- ديدبول ببراعته وأدواته الفنية، في شد المشاهد ‏وإبقائه طوال الوقت ‏‏متوترا، حيث بدأ أحداث فيلمه ‏بمشاهد أكشن قوية، سرعان ما انخفض مستوى حدتها، ليسمح لعملية السرد ‏‏بالانتظام في مسار واحد، إلا أن ذلك أسهم في تسلل الملل إلى المشاهد، لكن تلك الطريقة في تقديم ‏‏عمل فني هكذا لها إيجابياتها وتسهم في خدمة القصة أو الخط العام للفيلم، الذي تخرج منه بنهاية غامضة، ‏‏‏ومفتوحة على الاحتمالات كافة‎.‎
وقد نجح ميلر في إعادة إحياء سلسلة ‏‏تيرميناتور بمشاركة بعض الوجوه الجديدة التي تضفي مزيدا من ‏‏الحيوية على الفيلم، مثل الممثلة الكندية ماكنزي ‏ديفيس، والممثل الأمريكي جابرييل لونا‎، أيضا بالتعاون ‏‏مع المنتج السينمائي المعروف جيمس كاميرون، الذي أخرج أول جزأين من السلسلة. ‏

هل ما زال بريق "تيرميناتور" مشعا؟ ‏ ‏
على الرغم من الخسائر الفادحة التي مني بها كل من فيلمي‎Terminator: Salvation ‎‏- "تيرميناتور .. ‏‏الخلاص"، ‏وTerminator: Genysis‎- "المبيد 5"، إضافة إلى ردود فعل نقدية من الجمهور، ‏إلا أن منتجي الفيلم ‏‏أصروا على المضي قدما بمغامرة تقديم النسخة السادسة من السلسلة، إيمانا منهم بأنه من الصعب ‏‏أن تفقد السلسلة بريقها التجاري، خاصة بعد نجاح كل من كاميرون وميلر ‏وهاميلتون في ضخ روح جديدة ‏‏للفيلم الأخير، حيث برهنت عودة "هاميلتون" في هذا الجزء، للقيام بدور سارة كونور "الأم التي ‏تهرب من ‏‏الآليين المدمرين"؛ على أنها هي الرابط السحري في نجاح السلسلة، وليس أرنولد ‏شوارزنيجر كما توقع ‏‏كثيرون‎،‎‏ ما دفع بكثيرين إلى اعتبار فيلم تيرميناتور 6، أفضل أفلام السلسلة، إذ ‏يتضمن مشاهد ‏‏أكشن جيدة، إضافة إلى وجود عنصر نسائي قوي يتمثل في كل من ماكنزي ‏ديفيس ليندا ‏هاميلتون التي ‏‏تعود بقوة لأداء دورها الأشهر سارة كونور، حيث شكل ظهورها القوي في بداية الفيلم بشخصية المرأة ‏‏الحديدية بما ترتديه من ثياب وما تحمله من أسلحة رشاشة كأنها النسخة الأنثوية من شخصية "رامبو"، ‏‏وهو أمر لم يعتد عليه ‏الجمهور من النساء في ذلك الوقت.‏
لا يختلف هذا الأمر كثيرا مع الممثل الأمريكي أرنولد شوارزنيجر، الذي أكد في تصريحات صحافية أنه لا ‏‏يشعر بأعوامه الـ72، بل يشعر بأنه ما زال في الـ50 من عمره، مؤكدا قيامه بنفسه بأداء مشاهد ‏‏الأكشن الخطرة في هذا الفيلم، لافتا إلى أنه ما زال يحتفظ بملابسه القديمة في سلسلة "تيرميناتور" منذ فترة ‏‏الثمانينيات والتسعينيات، إلا أنه اضطرر إلى تعديل مقاسات أغلبها لزيادة وزنه.‏

هل سيتم إسدال الستارة على سلسلة "المدمر"؟
تتمتع سلسلة "تيرميناتور" بشعبية كبيرة، فمنذ طرح الجزء الأول عام 1984 ومحبو الخيال العلمي ‏والسفر ‏‏عبر الزمن ينتظرون صدور الأجزاء الجديدة واحدا تلو الآخر، إلا أنه بعد توقف ‏تحضيرات الجزء السادس ‏‏أكثر من مرة، اعتقد كثيرون أن فيلم "تيرميناتور.. البداية" الصادر عام ‏‏2015 سيكون آخر أفلام السلسلة‎، لكن هذا لم يتحقق وصدر في العام الحالي الجزء الجديد.
وكان قد صدر الجزء الثاني في عام 1991 تحت اسم "يوم الحساب"، والثالث في عام 2003 وكان اسمه "نهوض ‏‏الآلات"، وفي عام 2009 صدر الجزء الرابع الذي حمل اسم "الخلاص". و شهدت الأجزاء الأولى نجاحا مبهرا، إلا أن الجزء الرابع، الذي لم يشترك فيه شوارزنيجر، أدى ‏إلى إفلاس ‏‏المنتجين، لعدم إقبال المشاهدين عليه‎.‎

29 مليون دولار‎‏ إيرادات تيرميناتور .. دارك فيت
يلاحظ شبه كبير بين كل من فيلم "المدمر .. المصير المظلم"، وفيلم ‏‎‏"حرب النجوم .. القوة ‏تنهض"، إذ إن ‏‏الاثنين هما إعادة إنتاج ذكي ومرض لسلسلة جماهيرية مرت بمراحل صعود ‏وهبوط على مرار الأعوام ‏‏الماضية‎.‎‏ ‏ يذكر أنه تم تصنيف هذا الفيلم للكبار فقط، لوجود بعض المشاهد العنيفة ضمن الأحداث، وتحاول شركة ‏‏‏باراماونت بيكتشرز المنتجة من خلال طرحه في الشهر الحالي أن تحجز مكانا في موسم ‏الجوائز، ‏‏ابتداء من "البافتا" مرورا بـ"جولدن جلوب" وانتهاء بـ"الأوسكار"، مع الإشارة إلى أنه تصدر فيلم الحركة والمغامرة "المدمر.. المصير المظلم - تيرميناتور.. دارك فيت" إيرادات ‏السينما في أمريكا ‏‏الشمالية مطلع الأسبوع محققا 29 مليون دولار.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون