Author

ثقافة العمل

|

يواجه الاقتصاد السعودي تحديات مهمة، ولعل من أهم ما نحتاج النظر إليه والتركيز في فوائده وترسيخ معانيه هو ثقافة العمل. النظرة التي تنتشر في كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة، التي تربط العمل بالمردود المادي فقط، وتهمل الربط بين القيمة النفسية والمجتمعية لذلك العمل، يجب أن تتغير. نشاهد كثيرا ممن يعشقون الأعمال التي يمارسونها ليس لسبب معين، وإنما لأنهم تربوا على حب العمل والبحث عن الإنجاز. التحدي القائم اليوم أمام الأعمال هو ربط العمل بالمخرجات التي تنمي الحس والارتباط والانتماء لدى العاملين.
يمكن أن نشاهد كثيرا من ذلك في بعض المؤسسات التي حققت الربط ونجحت في دعمه واستمراره، لعل أهم عناصر ذلك الربط هو الفخر بمكان العمل. عندما تجد أشخاصا يفخرون بمواقعهم ويدافعون عن المؤسسات التي يعملون فيها، هنا لا بد أن تبحث في تاريخ وحاضر هذه المؤسسات. الأكيد أنك ستجد من الإنجازات ما يبرر ذلك الفخر.
من المهم أن نربط بين العاملين والنتائج التي تحققها المنظومة بشكل عام ونذكر باستمرار جهودهم في تحقيق النجاحات، وندعم المبدعين ونبرزهم، ليكونوا مثالا يحتذى من قبل الجميع لتحقيق البروز المطلوب. التحفيز جزء مهم من أساليب تحقيق النجاح التي نبحث عنها ولا بد أن نكون حريصين عليها.
هذا التحفيز يتطلب منا أن نعرف ماذا يحفز الأشخاص بالتحديد، وهو أمر فيه كثير من البحوث والدراسات، لكن القرب من الأشخاص ومواجهتهم ومعرفة ما يجعلهم ينطلقون أمر أساس في نجاح كل قائد مهما كان موقعه.
في خبرتي المتواضعة وجدت أن أكبر حافز للموظف هو السماح له بالحركة بكل حرية لتحقيق الإنجاز، هذا المفهوم يمكن أن يعترض عليه من يعتقدون أن المال هو الدافع الوحيد للناس للعمل وهي نظرة محدودة - بكل المعاني. لهذا نجد في كتب الإدارة ما يؤكد أن الحافز المادي يأتي في المركز السابع أو الثامن من حيث التأثير، وهو المؤثر الأول في المنظومات التي لم تستطع أن تجد روح التنافس والولاء بين العاملين.
في النهاية لا بد أن يحصل كل منجز على حقه من الثناء والإبراز سواء كان ذلك على الشكل النمطي المكون من حفلات وهدايا أو من خلال التمكين وإشهار الإنجاز على اللوحات أو مجرد ربط الإنجاز بالشخص وهو الأهم في اعتقادي.

إنشرها