Author

طرح «أرامكو» .. أسس عالية الجودة

|


تسير عملية طرح شريحة من أسهم شركة "أرامكو" بسلاسة كبيرة، مستندة إلى تنظيم متقن، يحفظ جودة سير العملية برمتها، ليس فقط في الوقت الراهن، ولكن أيضا في المراحل الأخرى المتوقعة للطرح الثاني. والفترة الراهنة تكون عادة حساسة في مثل هذه العمليات، خصوصا مع شركة ضخمة بحجم "أرامكو" تستقطب اهتمام العالم أجمع في المجالات الاستثمارية والقدرة النفطية والملاءة المالية، فضلا عن مكانة المملكة على الساحة الدولية، وسمعتها الائتمانية المتعاظمة. والعالم لا يراقب عملية الطرح الجديد لـ"أرامكو" فحسب، بل يسعى إلى أن تكون له حصة في الاستثمار فيها مستقبلا. فالأسواق العالمية الكبرى، أعربت منذ إعلان السعودية نيتها طرح جزء من أسهم الشركة للاكتتاب، عن رغبتها في أن تكون حاضنة لهذه الأسهم المطروحة.
في ضوء هذه الاعتبارات، جاء تعيين شركة جولدمان ساكس العربية السعودية مديرا للاستقرار السعري لسهم الشركة، من أجل استقرار سعر السهم في السوق، خلال أول 30 يوما من إدراجه. وتم وضع الشروط والقواعد اللازمة في هذا المجال، بما في ذلك الحق لـ"مدير الاستقرار" بتنظيم آلية الاستقرار للطروحات الأولية الصادرة عن هيئة السوق المالية. وهناك كثير من القواعد والشروط التي تضمن إدراجا سلسا، يشكل أساسا لأي تطورات مشابهة في هذا المجال في المستقبل. مع ضرورة الإشارة إلى أن هذه هي البداية، وهي المرحلة المهمة في العملية برمتها. على هذا الأساس، فإن الجهات الأجنبية المراقبة (من بعد) لما يجري في هذا الصدد، أعربت عن إعجابها بهذه الإجراءات والخطوات التي تتخذ.
الفترة التي حددتها المعايير الخاصة بطرح "أرامكو" للمؤسسات الراغبة في الاكتتاب كافية لأن تدخل على هذا الخط، والأمر نفسه ينطبق على الفترة المخصصة لاكتتاب المستثمرين الأفراد. فالأولى أطول من الثانية لأسباب فنية معروفة. واللافت أيضا أن المصارف في المملكة استبقت المشاركة بالاكتتاب، عن طريق نشر ما أمكنها من معلومات وإرشادات لمن يرغب في الاستثمار في "أرامكو"، ما جعل الأرضية مهيأة لأي خطوة على هذا الصعيد. وهذه نقطة أيضا مهمة، لأنها تساعد على استكمال عملية الطرح بالصورة المطلوبة. كل ذلك يجري في ظل قواعد شفافة وواضحة أمام كل الجهات الراغبة في الاكتتاب سواء على صعيد المؤسسات أو الأفراد. فالسماح لشركة مالية بشراء 15 في المائة من الأسهم المطروحة، يضمن استقرار السهم بحسب جهات أجنبية مختلفة. وهذا ما قام به المسؤولون عن عملية الطرح هذه.
ستشهد الفترة المتبقية من العام الجاري حراكا استثماريا جديدا بالفعل بسبب طرح شريحة من أسهم "أرامكو" للاكتتاب العام. ورغم أنها قليلة من حيث النسبة، إلا أنها كبيرة من جهة الحجم، نظرا لحجم الشركة الهائل. فسيطرح مليار سهم من أصل 200 مليار سهم لشريحة المكتتبين الأفراد. ووجود "أرامكو" نفسها في السوق السعودية برأسمال 60 مليار ريال، يمنح هذه السوق مزيدا من القوة على الصعيد المحلي، سواء من ناحية المستثمرين المحليين أو الأجانب. فـ"أعين" الأسواق العالمية الرئيسة كلها تتجه نحو "أرامكو"، تحسبا لأي طرح عالمي في المستقبل، وهي تعرف أنها لو فازت في هذا المجال، فهي ستحقق دعما لكياناتها وتعزيزا لمكانتها على الساحة الدولية. إن طرح "أرامكو" الأولي، خطوة استثمارية تاريخية يتفق على هذا التوصيف كل من له دور في الأسواق العالمية.

إنشرها