Author

المشروع الفارسي .. مرحلة التلاشي والانهيار

|

حينما قفز آية الله الخميني إلى سدة الحكم في إيران عام 1979، وأطاح بنظام الشاه الإمبراطوري .. أعلن الخميني مشروعا أطلق عليه اسم "الهلال الشيعي"، ويستهدف المشروع تمكين النظام الفارسي الشيعي من السيطرة على مناطق استراتيجية في عالمنا العربي، وإحلال نظام شيعي اثني عشري هدفه الإطاحة بالأنظمة السنية القائمة منذ ما ينوف على 1400 عام.
ومنذ ذلك التاريخ حتى اليوم مارس النظام الفارسي في عدد من الدول العربية مثل لبنان، وسورية، والعراق، وأخيرا اليمن .. كل أساليب الإرهاب والعنف والوحشية وإشعال الحروب الأهلية وتدمير المدن العربية، وإراقة دماء العباد، ومع الأسف كان النظام الفاشستي الفارسي ينفذ مؤامراته وحروبه على مرآى ومسمع من الدول الكبرى وكل منظمات الأمن والسلم الدوليين، ولم تتحرك هذه الدول ولا حتى المنظمات الدولية المعنية بالأمن والسلم لإيقاف دولة الملالي الإرهابية عند حدها!
ولكن يبدو أن المشروع الفارسي بدأ مرحلة التلاشي والانهيار، ففي لبنان الشقيق خرج الشعب اللبناني كله في ثورة شعبية عارمة ضد المشروع الشيعي يطالبه بمغادرة مواقعه في الحكومة ويطالب الحكومة بإيقاف تسلط "حزب الله" الشيعي الإيراني وترحيله عن لبنان إلى غير رجعة وترك لبنان للبنانيين.
وفي العراق دخل نظام الملالي في عام 1982 في حرب شاملة هدفها احتلال العراق العربية السنية وتشييعها وضمها إلى الأراضي الإيرانية بالقوة الاستعمارية الغاشمة، ولكن البواسل في العراق هزموا فلول الجيش الشيعي الإيراني، واستطاعوا أن يلقنوا الإيرانيين درسا لن ينسوه.
وظل النفوذ الإيراني في العراق بين مد وجزر حتى عقدت الحكومة الفارسية اتفاقا سريا مع الإدارة الأمريكية على أن تطيح الولايات المتحدة بالنظام السني العراقي القائم، وتسلم العراق لقمة سائغة لحكومة إيران الفارسية.
وهكذا دخل العراق تحت النفوذ الفارسي بعد المؤامرة التي دبرها الملالي مع حلفائهم في أمريكا، ولكن الشعب العراقي الباسل عاد كرة أخرى وبدأ يخوض ثورة شعبية من أقصى العراق إلى أقصى العراق، وتطالب الثورة الشعبية الحالية في العراق بالإجهاز على النفوذ الفارسي الذي تسلل إلى كل شرايين العراق وأصبح يعيث في الأرض العراقية فسادا في كل مكان من دولة العراق الأبية الباسلة.
وتطالب شعارات الثورة الشعبية التي رفعها العراقيون وما زالوا يرفعونها بتنظيف العراق من الإيرانيين وأعوانهم، وإبقاء العراق للعراقيين.
أما في سورية فقد خططت حكومة الملالي لمجموعة من الحروب الأهلية داخل الإقليم السوري هدفها تقسيم سورية على أسس طائفية دعما للشيعة وكرها للسنة، وبدأت حكومة الملالي تغرق سورية في حروب طائفية مدمرة، الأكثر من هذا أن حكومة الملالي تظاهرت بالدفاع عن الحكومة السورية، ولكنها في الواقع اتفقت مع حكومة أردوغان التركية أن يحتل الجيش التركي جزءا كبيرا من الأراضي السورية، ويتعهد المحتل الإيراني في سورية بألا يحرك ساكنا!
وفعلا أمام هذه الحرب التركية الشاملة التي اجتاحت الشمال السوري لم يحرك الجيش الإيراني الذي يحتل جزءا كبيرا من سورية ساكنا، بل أكد مباركته وموافقته على أن يحتل الجيش التركي الأراضي السورية ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ.
ويؤكد المراقبون أن الثورات الشعبية على المد الفارسي في سورية ستندلع كما اندلعت في لبنان والعراق، وإذا كانت الثورات الشعبية قد زلزلت الأرض من تحت أقدام الإيرانيين في لبنان وفي العراق، فإنها قريبا ستزلزل الأرض من تحت أقدام الحرس الثوري الذي يحتل مساحات كبيرة في سورية، وسيكون الشعب السوري ــ وليست الحكومة السورية ــ هو بطل تحرير سورية من الاحتلال الإيراني الغاشم!
وإذا كان المشروع الإيراني في سورية ولبنان هدفه وصول إيران إلى البحر المتوسط، فإن ما يهمنا أكثر هو أن الأطماع الإيرانية وصلت إلى حدودنا مع اليمن، حيث تبلغ أكثر من ألف وخمسمائة ميل.
بمعنى أن الخطر الإيراني لم يعد خطرا غير مباشر على الحدود الدولية للسعودية، بل أصبح خطرا مباشرا على حدودنا الدولية، ولقد أثبتت حادثة العدوان الغاشم على آبار البترول في بقيق وخريص أن إيران خطر داهم على الأمن والسلم الدوليين في المنطقة وفي العالم، لأنها تجرأت وضربت آبارا تغذي بالطاقة شرايين الاقتصاد الدولي.
إننا نهيب بكل القوى الوطنية العربية، أن تسعى ما وسعها الجهد كي تطرد النفوذ الإيراني البغيض من أراضيها، لأن بقاء النفوذ الإيراني في الأراضي العربية، هو بقاء لجرثومة الكراهية، والتجارب الواقعية تؤكد أن إيران تحمل أرتالا من الأحقاد ضد الدول العربية كافة، ومنذ سنوات طويلة حتى اليوم لم تكن إيران قط محبة للعرب، بل كانت وما زالت دوما تحيك المؤامرات، وتدبر الخيانات ضد جميع الدول العربية. ومن يقرأ الدستور الإيراني يدرك حجم الحقد الدفين الذي تحمله القومية الفارسية ضد العروبة والإسلام!

إنشرها