الطاقة- النفط

"الصخري" الأمريكي يواجه التباطؤ .. الإنفاق على الحفر مرشح للهبوط إلى 102 مليار دولار

"الصخري" الأمريكي يواجه التباطؤ .. الإنفاق على الحفر مرشح للهبوط إلى 102 مليار دولار

أكد محللون نفطيون أن إنتاج النفط الصخري الأمريكي يواجه حالة من التباطؤ متوقعين انخفاض الإنفاق الرأسمالي على عمليات الحفر 10 في المائة ليبلغ 102 مليار دولار هذا العام.
وأشار المحللون إلى أن السوق في حالة تقلبات سعرية مستمرة، سواء بسبب نزاعات التجارة من جانب أو تحركات المنتجين من جانب آخر، لافتين إلى التفاؤل باتفاق جديد يعزز صعود الأسعار، وذلك جاء عقب انخفاض سابق في إطار تقارير مفادها أن أكبر المنتجين في تحالف "أوبك+" لن يقوموا بالضغط لتعميق خفض الإمدادات عندما تجتمع المجموعة الشهر المقبل في فيينا.
في هذا الإطار، أوضح لـ"الاقتصادية"، بيل فارين برايس مدير شركة "بتروليوم بوليسي إنتلجنس" الدولية، أن هناك بالفعل بعض النمو في الإنتاج في الدول غير الأعضاء في "أوبك"، خاصة في دول غير الولايات المتحدة مثل البرازيل والنرويج، مشيرا إلى توقعات إدارة معلومات الطاقة بنمو إنتاج النفط والسوائل الأخرى في البلدان غير الأعضاء في "أوبك" في العام المقبل، بخلاف الولايات المتحدة بأسرع معدل منذ 2014.
ونوه برايس إلى أن إنتاج النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة، وهو المصدر الرئيس للنمو السريع، يتباطأ بسرعة حاليا وهو ما يدحض المخاوف الخاصة باستمرار تخمة المعروض في الأسواق، ويساند خطة "أوبك" في استعادة الاستقرار والتوازن في السوق النفطية، من خلال التمسك باتفاق خفض المعروض وتحسين مستويات المطابقة وتوسيع الشراكة بين تحالف "أوبك+".
بدورها، تعتقد موهاي كواسي، العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية، أن التحدي الرئيس، الذي يواجه المنتجون في المرحلة الراهنة هو جذب تركيز المستثمرين إلى الاستثمارات الجديدة وعودة ضخ رأس المال بقوة لإنعاش الصناعة.
وأشارت موهاي إلى أن اجتماع كانون الأول (ديسمبر) المقبل سيراجع تطورات السوق بدقة ويسعى إلى تحقيق الإجماع والتوافق، كما هو معتاد في سياسات "أوبك" وحلفائها على مدار تاريخها في ضوء عدم التركيز على الأسعار بقدر التركيز على استعادة التوازن في السوق موضحة أن بعض التقارير الدولية تتوقع بقاء الأسعار في مستوى متوسط بسبب الضغوط العكسية المؤثرة في الأسعار، وأن يبقى الخام الأمريكي حول 50 دولارا في عامي 2020 و2021، مع انخفاض الإنفاق الرأسمالي على عمليات الحفر 10 في المائة ليبلغ 102 مليار دولار هذا العام وينخفض 12 في المائة أخرى إلى نحو 90 مليار دولار في 2020.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، إن محمد باركيندو الأمين العام لـ"أوبك" لم يعلن أي شيء بخصوص خطوة المنتجين المقبلة انتظارا لنتائج المشاورات الوزراية وبعد استعراض البيانات والتقارير التي تعدها اللجان الفنية، مشيرا إلى أن ذلك جعل الأنباء حول تخفيضات الإنتاج في "أوبك" تشهد تغيرا متلاحقا.
وأضاف ماندرا أن ارتفاع مستوى المخزونات يحد كثيرا من فرص مواصلة المكاسب السعرية ويزيد من تقلبات الأسعار، ويتزامن ذلك مع استمرار وفرة الإمدادات الأمريكية السريعة، وبحسب معلومات إدارة الطاقة الأمريكية، فإن مستوى الإنتاج في الولايات المتحدة سجل أول فائض في تجارة النفط منذ أكثر من أربعة عقود خلال أيلول (سبتمبر) الماضي، حيث ارتفع الإنتاج إلى مستوى قياسي.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية"، ألكسندر بوجل، المحلل في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية، أن المكاسب السعرية عادت بشكل جيد للنفط وسط حالة من التفاؤل بأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين آخذة في التراجع، ما قد يخفف الضغط النزولي على الاقتصاد العالمي، ومع ذلك لا تزال الأسعار أقل 15 في المائة عن الذروة، التي بلغتها في نيسان (أبريل) وسط مخاوف من أن نمو الاستهلاك الضئيل وإنتاج النفط الصخري الأمريكي المتزايد سيصنعان فائضا جديدا العام المقبل.
وذكر بوجل، أن الوفرة الحالية في الإنتاج الأمريكي لا تعني استمرار الاستثمار بوتيرته المرتفعة، حيث يتوقع المعنيون بالسوق تباطؤ الإمدادات مع انكماش أنشطة الحفر في المدى المتوسط لافتا إلى أن الانكماش الأمريكي المتوقع يقابله نمو في إنتاج دول أخرى من خارج تحالف "أوبك+"، موضحا أن مشروعات المنبع الجديدة خارج الولايات المتحدة، هي في المقام الأول مشاريع المياه العميقة، التي لديها أفق طويل للاستثمار والإنتاج.
إلى ذلك، ارتفعت أسعار النفط أمس وسط تلميحات جديدة من الصين على إحراز تقدم صوب اتفاق تجارة مع الولايات المتحدة، ما عوض أثر الضغوط الناتجة عن زيادة ضخمة في مخزونات الخام الأمريكية.
وبحسب "رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 84 سنتا بما يعادل 1.36 في المائة إلى 62.56 دولار للبرميل بعد أن تحدد سعر التسوية على انخفاض 1.22 دولار للبرميل أو نحو 2 في المائة أول أمس.
وزادت عقود خام غرب تكساس الوسيط 92 سنتا أو 1.61 في المائة عن الإغلاق السابق لتصل إلى 57.27 دولار للبرميل، وكان سعر التسوية منخفضا 88 سنتا أو 1.54 في المائة في الجلسة السابقة.
وأعطت تصريحات صينية بقرب التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة دفعة إيجابية لمعنويات السوق بعد أنباء بأن المخزونات الأمريكية ارتفعت 7.9 مليون برميل الأسبوع الماضي مع قيام مصافي التكرير بخفض الإنتاج وتراجع الصادرات، واكتسح ذلك الرقم توقعات المحللين التي كانت تتوقع زيادة بنحو 1.5 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير 2.8 مليون برميل و622 ألف برميل على الترتيب.
ويعزز فرص ارتفاع الأسعار بيانات "أوبك" التي وردت في التقرير السنوي الجديد عن آفاق إيجابية للنمو وتعاون المنتجين وبقاء النفط والغاز كركيزة محورية في مزيج الطاقة وتلبية احتياجات الاستهلاك في أغلب دول العالم، بينما يتمسك تحالف المنتجين في "أوبك" وخارجها بخطة تقييد المعروض النفطي مع احتمال تمديد وتعميق التخفيضات الإنتاجية القائمة العام المقبل لمواجهة وفرة الإمدادات خاصة من خارج "أوبك".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط