default Author

يوم الموتى

|

تتفق أغلبية الشعوب على أيام محددة للاحتفال بها تخص الصحة والوعي الاجتماعي والمناسبات السعيدة وإحياء ذكري بعض الأحداث، أما أن يكون هناك يوم للاحتفال بالموتى الذين تحاول أغلبية الشعوب تناسيهم، فذلك خلاف المعتاد، لما يسببه تذكرهم من أحزان وإحياء لألم الفقد، لهذا يكتفون بالصلاة والدعاء لهم فقط!

عكس ما يحدث لدى الشعب المكسيكي الذي احتفل بيوم الموتى قبل أيام كعادتهم كل عام، حيث قاموا بنصب تمثال عملاق لهيكل عظمي في أحد شوارع المدينة، ونثر حواليه حطام ليبدو كأنه شق الأرض وبعث من جديد.
تجتمع الأسر في ذلك اليوم لتكريم وإحياء ذكرى موتاهم، لاعتقادهم أن أرواح الموتى تهبط إلى الأرض وتنضم إليهم.. تشاركهم في ذلك بعض الدول اللاتينية وأمريكا والفلبين، لكن بنسبة أقل!
وترجع جذور هذا الاحتفال إلى حضارات الأزتيك والناهوا والمايا وبيرو وتشاس، الذين كانوا يحتفظون بجماجم الموتى ليبرزوها في يوم الاحتفال. ومع وصول الغزاة الإسبان في القرن الـ15، تداخلت تلك الطقوس مع الاحتفالات الكاثوليكية بعيد القديسين واندمجت بذلك الحضارات وخرج احتفال بنكهة مختلفة بعض الشيء!
يتم الاحتفال على يومين الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) وفيه يعتقدون برجوع أرواح الموتى من الأطفال. أما اليوم الثاني الموافق للثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) فتعود أرواح البالغين إلى الأرض، وخلال الاحتفال يرتدي المحتفلون ملابس خاصة ألوانها وزخرفاتها تعود بك إلى أصول الاحتفال، ويسيرون في مواكب يطلق عليها (كاترينا) وهو اسم أطلقه رسام كاريكاتيري على هيكل عظمي قام برسمه قبل 100 عام، ويضم الموكب مختلف الأعمار. يتوجهون إلى المقابر التي تم تنظيفها وتزيينها قبل يوم الاحتفال، وهناك يقدمون القرابين ومختلف الأطعمة والأشربة التي أحبها موتاهم، وبعد الانتهاء من الزيارة يأكل المحتفلون طعام القرابين، التي يعتقدون أن موتاهم قاموا بالتهام روح الطعام منها، وما تبقى سوى طعام يفتقد لقيمته الغذائية! وفيه يتم الاحتفال وتذكر محاسن الموتى في جو من المرح وعلى أنغام الموسيقى، لطرد الأرواح الشريرة بدلا من مشاعر الخوف والحزن، ويستعرضون فيه صور موتاهم الفوتوغرافية وأغراضهم الشخصية ويضيئون الشموع ويضعون الزهور على القبور والمنازل ويتناولون الحلوى والخبز المصنوعين على شكل جماجم!
وتميز يوم الموتى المكسيكي هذا العام بارتداء بعض المحتفلين ملابس على شكل فراشات، وذلك للإشارة إلى المهاجرين الذين يفدون بأعداد مهولة كل عام ويفقد كثير منهم أرواحهم في الطريق إلى بلد المهجر في لفتة منهم إلى معاناة المهجرين!

إنشرها