Author

مبادرة مستقبل الاستثمار .. اجتماع الفرص

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية


منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الثالثة، أصبح من الملتقيات المهمة في العالم اليوم، فبعد أن كأن التجمع يهدف إلى اجتماع لتقديم المبادرات وعرض الفرص التي يمكن للمملكة أن تحتضنها، إضافة إلى توقيع مجموعة من العقود لمشاريع عملاقة ونوعية، نجده يؤسس لملتقى تجتمع فيه الفرص، ليس للمملكة فقط، بل لمختلف دول العالم، فالملاحظ اليوم حجم الحضور الكبير ومستوى التمثيل والأهمية التي تتزايد كل عام، ولعل هذا العام شهد حضورا على مستوى عال من قبل دول بحجم الهند والبرازيل ورؤساء دول أخرى في إفريقيا وغيرها، ما يؤسس ملتقى للفرص من مختلف دول العالم. وحضور هكذا حجمه، لا شك أن أثره كبير في النتائج التي ستخرج بها مبادرة مستقبل الاستثمار.
لا شك أن الحضور الكبير لا يقتصر على رؤساء الدول، فهناك حضور بارز لشخصيات سياسية ورؤساء تنفيذيين ورجال أعمال لهم دور بارز في الحركة الاقتصادية والمالية حول العالم، ولعل الظروف الحالية تجعل من منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار تجمعا عالميا للبحث عن الفرص، فالمستثمرون في العالم يبحثون عن الفرص الجديدة والواعدة، ولم تعد الصين خيارا وحيدا، خصوصا بعد التوجه الأمريكي لتحجيم دورها اقتصاديا والعمل على الحد من تدفق الاستثمارات الأمريكية إلى الصين، إضافة إلى ارتفاع التكلفة التشغيلية في الصين حين لم تعد كما كانت في السابق الأقل تكلفة في الإنتاج والتصنيع، كما أن الشركات الصينية نفسها اليوم تبحث عن فرص الاستثمار خارج الصين، وإذا ما نظرنا إلى الفرص الأكثر في العالم، سنجد أن دولا تحمل ميزات نسبية مشابهة للصين في الفترة التي حققت فيها قفزات قوية في ناتجها المحلي، مثل الهند والبرازيل ونيجيريا ومصر، تقدم فرصا كبيرة للاستثمار في العالم، ولعل لبعض هذه الدول ميزة نسبية، حيث إنها تتوسط العالم وتربط بين الشرق والغرب، والمملكة اليوم بما تقدمه خلال هذه التظاهرة العالمية، لا تحقق ملتقى لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق وفتح الفرص، وإن كان هو الأصل في هذا التجمع، إلا أنه بدا واضحا أثر منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، وهو بحث الدول الأخرى عن الفرص، سواء من قبل المستثمرين من المملكة أو مستثمرين من مختلف دول العالم.
كلمة رئيس وزراء الهند، تؤكد أن المملكة بالنسبة إلى الهند واحدة من بوابات الفرص التي تتطلع الهند إلى ترسيخها والاستفادة منها في المستقبل، خصوصا عندما أكد عزم بلاده على الشراكة والدعم لتحقيق "رؤية المملكة 2030".
منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، أصبح أحد أهم تجمع إقليمي تعرض فيه الفرص، ولعل الملاحظ في هذا المنتدى هذا العام؛ التطور الملحوظ في مختلف المجالات، الذي انعكس بشكل واضح على تقدم المملكة في المعايير الدولية التي تهتم بتنافسية الدول في جذب الاستثمار وتسهيل الإجراءات التي من شأنها تشجيع وجذب المستثمرين الأجانب، كما أنها عرض حي للتقدم في الإنجازات باتجاه التأكيد على النجاح في مرحلة التحول الوطني لعام 2020، بهدف تحقيق "رؤية المملكة 2030"، وفي كل عام سنجد كثيرا مما تحقق - بإذن الله - باتجاه تحقيق "رؤية المملكة" والتطور فيها.
لعله في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بهذه التظاهرة العالمية، التي أصبحت مع الوقت منتدى ضخما يستقطب الشخصيات الأبرز في العالم، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والمالي. يمكن أن يركز هذا المنتدى على قضايا عالمية مرتبطة بتوجه حكومة المملكة ورؤيتها لعام 2030، بحيث يبحث قضايا عالمية ويقدم فيها الآراء والحلول من خلال ما تطرحه شخصيات بارزة من النادر اجتماعها في مكأن واحد، وهذا دون شك سيجعل نتائج هذا المنتدى مرتبطة بالمكان الذي انعقد فيه، وهو ما يعزز دور المملكة في دعم التنمية والاستقرار للاقتصاد العالمي، وهي سياسة دأبت عليها من خلال دعم استقرار أسواق النفط في العالم.
الخلاصة، إن منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار، ملتقى عالمي يتيح اليوم الفرص ليس للاقتصادي السعودي فقط، بل لمختلف دول العالم التي لديها فرص، مثل الهند والبرازيل، ودول في إفريقيا التي وجدت فيه فرصة للتواصل مع أبرز المؤثرين في الاقتصاد العالمي، بهدف إقناعهم بالاستثمار في دولهم، بما يدعم في نهاية المطاف اقتصاد تلك الدول وتحقيق تنمية حقيقية لديها.

إنشرها