Author

الأسطورة والسياحة

|

تضفي الأسطورة كثيرا من الثراء على حكاية المكان لذلك لا أحبذ إصرار البعض على دحض هذه الأساطير. هذا الفعل مقبول أكاديميا. لكن هذا لا يمنع من منح مساحات للأسطورة المحكية، إذ هي جزء من الإبداع الذي تحتفظ به ذاكرة الشعوب.

لدينا في بلادنا عديد من الحكايات والأساطير التي ارتبطت بأمكنة وأناس، وهناك حكايات حقيقية امتزج فيها القصص الأسطوري.
في كتابه "من أساطيرنا الشعبية" رسم الكاتب عبدالكريم الجهيمان كثيرا من القصص والحكايات التي تناقلتها الأجيال السابقة في المملكة، وبعض هذه الأساطير هي من الموروث العربي المشترك.
الأسطورة جزء من النسق الذي يتمحور حوله خيال السائح، هذا يحدث في كل مكان. والدليل السياحي الناجح يضفي على تعريفه الأماكن طابعا تشويقيا بسرده بعض الحكايات والأساطير.
هناك أماكن كثيرة في العالم ترتبط بجملة من القصص المتخيلة مثل دراكولا، أو نافورة الأمنيات.. إلى آخره. وبعض الأساطير ترتبط بعرائس البحر، أو الجنيات اللاتي يتعلقن ببعض البشر.
هكذا صاغ الدكتور غازي القصيبي روايته الجنية، التي استعاد من خلالها بعض ما يكتنزه الخيال العربي عن العلاقة بين الإنس والجان.
لدينا كثير من الأماكن في المملكة المرتبطة بأساطير، ربما غير حقيقية، لكنها تمثل الحكاية التي يرغب الناس في سماعها.
هناك مثلا قلعة وادرين، وهناك أجا وسلمى، وهناك الوعبة، وجبل التوباد.. إلى آخره.
كل مكان من هذه الأماكن يرتبط بقصة وحكاية، تعد أقرب إلى الأساطير المدهشة.
مثل هذه الأماكن، التي تمثل وجهات سياحية فريدة، يسوغ أن يتمازج معها عروض بانورامية تستحضر بعض هذه الأساطير.
هناك أماكن أخرى، لا تحتاج إلى كل هذا، إذ هي في حد ذاتها أسطورية تخلب الألباب، مثل العلا والرسوم الصخرية في حائل.. إلى آخره.
الأمر نفسه يصدق على الوجهات السياحية مثل الشعب المرجانية في البحر الأحمر، والجزر الساحرة، والجبال الخضراء في الجنوب، والمناظر المتميزة في الشمال والشرق والغرب والوسط.

إنشرها