Author

موسم الأمطار

|

ينتظر سكان المناطق الوسطى من المملكة موسم الأمطار، وكلما شاهدنا الأمطار الغزيرة التي توزعت على مناطق المملكة، خصوصا الغربية والجنوبية منها، نغبطها ونتفاءل بالخير من رب العالمين.
الأمطار التي شاهدنا نتائجها في حفر الباطن ومكة المكرمة وما جاورها، بالذات، تمثل الحالة التي يتمناها الجميع، على الرغم من أن الرياح المصاحبة كانت سريعة وخطيرة. الأمر يعني الكثير لمسؤولي البنى التحتية، الذين يرقبون كثافة الأمطار، فمعها تأتي مسؤولية ضمان وقوف منشآتهم صامدة أمام هذه الرياح.
أذكر أن كثيرا من المظلات والأشرعة تساقط في وجه تلك الرياح في أعوام سابقة، وهذا يجعلنا نتساءل دائما عن المواصفات التي تضعها الجهات، والتي تشرف على إنشاء هذه المرافق، لكن أن نشاهد مبنى يتأثر أمام سرعة الرياح، فذلكم لا يمكن إلا أن يكون مخرج عملية توصيف غير دقيقة، ومراجعة وإشراف لا تتسم بالجودة.
ما حدث في دولة آسيوية يجب أن يكون مذكرا لكل من يعتقد أن سرعة الرياح عندنا عادية، ولا يمكن أن تتجاوز مستوى معينا، وهذا ما منع كثيرا من المواصفات المهمة التي تلغيها جهات عديدة، بسبب ارتفاع التكلفة عند اعتماد تلك المواصفات الأعلى. المعلوم أن المنشآت الخدمية خصوصا الحكومية منها، لا بد أن تواجه أي كمية يمكن أن تؤثر فيها من الأمطار والأعاصير المصاحبة، وكل مسؤول عن المواصفات لا بد أن يتأكد أن الظروف تتغير، وأن الحالة المناخية يمكن أن تكون أكثر قسوة مما نواجهه اليوم.
يشهد على صحة ما أقول ما تعانيه أغلب دول العالم من التغير المناخي الناتج عن الاحتباس الحراري، الذي يؤثر بدوره في كل الكرة الأرضية بمحيطاتها وبحارها، وهنا نعلم أن البحث في المجال لا بد أن يكون مستمرا وباحثا على ضمان السلامة والاستمرارية لكل الخدمات، وما يهمنا في المجال هو التأكيد على أن يكون العمل في كل المواقع احترافيا، ويعتمد على الاستفادة من المتخصصين، وإجراء البحوث واستمرار النقاش قبل التنفيذ، للتعرف على كل المؤثرات وضمان حماية المشاريع من أخطارها، ومنع إيجاد إشكالات يمكن أن تؤثر في استمرارية العمل، وبقاء الخدمات وحماية وسلامة الناس في المستقبل، وهي المهمة الأساس، التي يجب أن يستوعبها ويؤمن بها وينفذها كل عامل في القطاعين الخدمي والصناعي.

إنشرها