ثقافة وفنون

كاتب السيناريو .. الحلقة الأضعف في كواليس صناعة الصورة

كاتب السيناريو .. الحلقة الأضعف في كواليس صناعة الصورة

كاتب السيناريو .. الحلقة الأضعف في كواليس صناعة الصورة

تعيش صناعة الدراما والتلفزيون عصرا ذهبيا، ولا سيما مع رواج منصات البث الرقمية عبر الإنترنت، مثل "نتفليكس وديزني وأبل وأمازون" وغيرها، التي تنتج مسلسلات وأفلاما خاصة بها، ما يجعل رواد هذه الصناعة النامية يجنون مليارات الدولارات سنويا.
يعود جزء من أرباح صناعة محتوى التلفزيون إلى العاملين في طاقم الإعداد والتصوير والإنتاج، وتكشف هذه الأرقام أن كاتب السيناريو أو صانع المحتوى هو الحلقة الأضعف في هذه الصناعة، رغم محورية دوره وأهميته، لتثبت المقولة الشهيرة "الكتابة لا تطعم خبزا".

الكاتب في هوليوود
مجلة "هوليوود ريبورتر" The Hollywood Reporter كشفت أن كاتب السيناريو المحترف في هوليوود يتقاضى نحو 72 ألف دولار إذا كان النص مبتكرا، و63 ألفا إذا كان مقتبسا، بحسب اتفاقية نقابة الكتاب الأمريكية "وهي اتحاد صغير يتمتع بنفوذ" التي أقرت ذلك كحد أدنى.
الغريب في الإحصائية -التي اطلعت عليها "الاقتصادية"- أن هناك تفاوتا كبيرا في أجور صناع الفيلم أو المسلسل؛ على سبيل المثال يتقاضى مسؤول المايكروفون، الذي يحمل هذه الآلة فوق رؤوس الممثلين خارج إطار الكاميرا، نحو 37 ألف دولار في الأفلام ذات الميزانية المنخفضة، و72 ألفا في الأفلام ذات الميزانية المتوسطة "أجرة كاتب السيناريو نفسها"، وأكثر من 120 ألف دولار في الأفلام ذات الميزانية المرتفعة والكبرى.
قد يتساءل البعض عما يجنيه المخرجون في هوليوود، المخرج في الأفلام الكبرى يتقاضى نحو 500 ألف دولار إذا لم يكن ذا صيت، أو في تجاربه الأولى في هوليوود، ويصل إلى ملايين الدولارات إذا كان ذا اسم مهم في عالم هوليوود، فيما يجني المنتج ما بين 720 ألف دولار ومليون دولار في الفيلم الواحد، والمنتجون الجدد يجنون ربع مليون دولار.
ولعل من اللافت أن خبير التجميل يجني في الأفلام الكبيرة أجرا يصل إلى 124 ألف دولار، فيما يجني في المتوسط 48 دولارا في الساعة، أي نحو 75 ألف دولار سنويا، وهو رقم يتجاوز ما يتقاضاه كاتب المحتوى.
مشغل الكاميرا بدوره يتقاضى 154 ألف دولار في الأفلام ذات الميزانية الكبيرة، أما مسؤول الإضاءة فيجني 113 ألف دولار في الفيلم العالمي، أو ما بين 25 إلى 35 دولارا في الساعة في الأفلام ذات الميزانية المنخفضة.

عالم الأنمي
حول عالم "الأنمي" الذي يتميز به اليابانيون، يقول موقع VOX إن اليابان تصنع 200 مسلسل أنمي تلفزيوني سنويا، لكن هذه المسلسلات لا تعطي المصممين والرسامين حقهم المادي على الوجه المطلوب.
فالمصممون المستقلون، الذين يشكلون أساسا لهذه الصناعة الناجحة، يكسبون نحو 200 ين ياباني لكل رسم، أي أقل من دولارين، وهو رقم لن يبدو سيئا إذا صمم الفنان 200 رسم يوميا، لكن ذلك الحلم يتلاشى إذا علمنا أن الرسمة الواحدة قد تستغرق ساعة، وإذا ما علمنا أيضا أن الأنمي الياباني يهتم بأدق التفاصيل، بخلاف الرسوم المتحركة والأنمي في الغرب، يهتمون أكثر بالطعام والهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية، فيستغرق الرسم في اليابان وقتا أطول بخمس مرات عن متوسط الرسم في أمريكا مثلا.
وبحسب الموقع الإخباري، فإن ظروف العمل في تصميم رسوم الأنمي تبدو مرهقة، وغالبا ما يغفو الرسام على مكتبه من التعب، ونقل الموقع عن هنري ثورلو الرسام الأمريكي الذي يعيش في اليابان أنه نقل إلى المستشفى أكثر من مرة بسبب وعكة صحية ناجمة عن الإرهاق.
وقد اتهم أحد الاستوديوهات اليابانية بانتهاك قوانين العمل، إذ يعمل الموظف فيه 400 ساعة شهريا، وذهب موظفوه إلى العمل 37 يوما متتالية من دون يوم عطلة واحد، وصُنِّف انتحار رجل يعمل في هذا المجال عام 2014 بأنه حادث مرتبط بالعمل، بعد أن اكتشف المحققون أنه عمل 600 ساعة في الشهر الذي سبق انتحاره.
المشكلة الحقيقية في رسم الأنمي أن المشهد الواحد يحتاج من ثلاثة إلى أربعة رسامين يعملون عليه، وبحسب جمعية مبدعي الأنمي اليابانية، يبلغ متوسط دخل رسام الأنمي في اليابان نحو عشرة آلاف دولار سنويا للرسام في العشرينيات من عمره، وفي الثلاثينيات يبلغ 19 ألف دولار، أي نحو 2.1 مليون ين، فيما يصنف خط الفقر في البلاد بـ2.2 مليون ين، فيما يزداد ربح الرسام حينما تصقل خبرته أكثر في الأربعينيات والخمسينيات، ويتجاوز دخله السنوي 31 ألف دولار فقط، رغم تحمله مهام شاقة في الإنتاج.

9 آلاف كاتب
في كتابه "مغامرات صناعة الشاشة"، يرصد وليام جولدمان أحد أبرز كتاب هوليود شكاوى العاملين في كتابة السيناريو، منها أن المخرج يعد نفسه هو الكاتب الحقيقي وسبب نجاح الفيلم، فيما يعامل الكاتب مجرد موظف.
لكن اليوم بات كتّاب السيناريو الذين يحظون بسمعة مرموقة أكثر شهرة، وهذا ما لمسه الشهير "جيم أوف ثرونز"، كاتب مسلسل "لعبة العروش".
يمكن تلخيص النسبة التي يستحصلها كاتب السيناريو من الفيلم، إذا كان يتمتع بالشهرة والخبرة، بأنها تبلغ بين 2 و5 في المائة، فإذا كانت تكلفة الفيلم 50 مليون دولار، فقد يصل نصيب الكاتب نحو مليون دولار، يحصل على نصفها، وتتوزع البقية بين الوكالة المتعاقد معها، ورسوم القانونيين والضرائب الرسمية.

في العالم العربي
في نقابة الكتّاب الأمريكية نحو تسعة آلاف عضو، ثلثهم عاطلون عن العمل، والبقية أغلبهم يكتبون بشكل غير مستمر، ذلك في مجالات مختلفة، مثل كتابة السيناريو، وإعادة الكتابة، إلى جانب الكتّاب الموظفين الذين يعملون في المحطات التلفزيونية، فضلا عن الكتّاب الذين يعملون في تلميع السيناريو، عبر إضافة نكتة هنا أو هناك، وتغذية الحوارات و"تدسيمها".
أما في العالم العربي فيصعب الحصول على إحصائيات، لعدم وجود اتحاد أو رابطة أو نقابات خاصة بالكتّاب والمؤلفين، إلا أن أرقاما غير رسمية تكشف أن كاتب سيناريو الفيلم يتقاضى كحد أدنى نحو 20 ألف دولار، وقد يصل مع المفاوضات إلى مائة ألف دولار، أما المسلسلات فتختلف قيمة السيناريو في كل حالة، ففي كثير من البرامج والمسلسلات يُخصَّص فريق يعقد ورشة للأفكار والسيناريو، أما المسلسلات التي تقوم على كاتب واحد، فيعتمد الأجر على الفكرة ونضجها وخبرة الكاتب وعبقرية النص، وتبدأ الحلقة الواحدة من ألفي دولار كحد أدنى.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون