Author

هل ترتب الدول حسب الذكاء؟

|

نقرأ كثيرا ونسمع تقارير تجريها هيئات، ومؤسسات دولية تصنف الدول اقتصاديا، كصندوق النقد، والبنك الدوليين، إضافة إلى مراكز أبحاث مختصة في المجال الاقتصادي، كما تصنف الهيئة الدولية للطاقة الدول حسب إمكاناتها، ومستوى الطاقة في البلدان، سواء الطاقة التقليدية، أو الطاقة النووية، والمتجددة، كما أن هيئة الصحة الدولية ترصد، وتصنف الدول حسب مستوى الخدمات الصحية وتقدمها من حيث توافر الأطباء، والأدوية، وكل الخدمات الصحية وذلك بناء على ما يتوافر لهذه الهيئات من معلومات، وبيانات من الميدان.
لفت انتباهي تقرير يصنف الدول حسب مستوى الذكاء للدولة، وأورد قائمة بالعشر الأول بين دول العالم في الذكاء، واعتمد التقرير على مجموعة من العناصر بهدف ترتيب الدول، أهمها النظام التعليمي من حيث إلزاميته، والأعوام الواجب قضاؤها في التعليم. ومن العناصر المهمة عدد جوائز نوبل التي حصل عليها أبناء الدولة عبر عمر الجائزة، كما أن من العناصر الأسماء اللامعة التي برزت في الوطن وكان لها تأثير في مسار المعرفة البشرية، وأثرت اختراعاتها في مسار التطور الدولي.
نسبة الإنفاق على التعليم والتربية من الناتج الوطني تمثل عنصرا تم الاعتماد عليه في ترتيب الدول العشر، فيما سماه التقرير الدول حسب الذكاء، أما العنصر الخامس فيتمثل في نتائج اختبارات الذكاء التي طبقت من قبل المختصين على فئات اجتماعية في الدول الواردة في التقرير، ويتمثل العنصر السادس الأخير في المنتج المميز الذي ارتبط بالدولة، وحاز سمعة عالمية.
تتربع على رأس قائمة الدول العشر سنغافورة، حيث يبلغ متوسط الذكاء أكثر من 108، وكذلك تتمتع بنظام تربوي متميز، إذ يركز النظام التربوي على تزويد الطلاب بخلفية نظرية قوية ما أهل أبناءها لاحتلال موقع متميز بين المتنافسين في الرياضيات، والعلوم، إضافة إلى التميز في تنظيم الحياة؛ نظرا لتدريسهم مواد ذات علاقة بذلك. في المرتبة الثانية تأتي اليابان، التي حاز علماؤها 26 جائزة نوبل، كما قدمت اليابان للعالم أربعة ملايين فرد من ذوي الذكاء العالي، ويحتل طلابها مراكز متقدمة في المسابقات الدولية في العلوم، والرياضيات، وجودة النظام التربوي جعلت متوسط الذكاء في اليابان أعلى بـ17 درجة مقارنة بمتوسط الذكاء في الولايات المتحدة. في المرتبة الثالثة كوريا الجنوبية التي يبلغ متوسط ذكاء سكانها 106 وتنفق كوريا الجنوبية 5.6 في المائة‏ من الناتج الوطني على التعليم، وتدعم الحكومة التعليم الخاص، والعام، ونسبة التعليم تبلغ 99 في المائة.
الصين تحتل المركز الرابع حيث يوجد فيها نظام تربوي قوي، وبلغ متوسط الذكاء 105 أما نسبة المتعلمين فتبلغ 96 في المائة‏ كما تتميز بوجود ما يسمى بالرياضيات الصينية.
تايوان تحتل المركز الخامس عالميا، وتبلغ نسبة المتعلمين 98.7 في المائة، ونظامها التعليمي إجباري لمدة 12 عاما تعليميا، كما أن 95 في المائة من الطلاب يتم قبولهم في المدارس، والجامعات؛ ما جعل طلابها يتفوقون في الرياضيات والعلوم عالميا. أما بريطانيا فتحتل المركز السادس في القائمة، وقد حاز علماؤها 132 جائزة نوبل، ونظامها التربوي إجباري حتى 18 عاما، ومن لم يقبل في المدرسة يلزم تعليمه في المنزل، ولذا يعد نظامها التربوي من أقوى الأنظمة عالميا.
ألمانيا تقع في المرتبة السابعة حسب التصنيف، وبلغ متوسط الذكاء 100، وحصل علماؤها على 107 جوائز نوبل، ويتميز نظامها التربوي بالتركيز على التطبيق العملي للمعرفة المتعلمة، وإكساب المهارات الحياتية، بدل التركيز على الجانب النظري، والتعليم مجاني في ألمانيا. أما سويسرا فتحتل المركز الثامن، وتعليمها مجاني، وإلزامي في التعليم الأساسي، ومتوسط الذكاء 101، واشتهرت بانتماء العالم آنشتاين لها، وكذا صناعة الساعات. كندا تحتل المركز التاسع ويبلغ متوسط الذكاء 101، ونظامها التعليمي إلزامي حتى سن الـ16، وتنفق ما نسبته 5.4 في المائة من الناتج الوطني على التعليم.
أما النمسا فقد جاءت في المرتبة العاشرة حسب التصنيف، ومتوسط الذكاء يبلغ 100، وبلغ عدد الجوائز التي حازها علماؤها 21 جائزة، وعرفت بأنها أول بلد أنتج طائرة، وكذا مكائن الخياطة، ونظامها التعليمي إلزامي.
بقي أن نقول: كل الأوطان فيها أذكياء ونجباء إلا أن الفرق يحدثه النظام التربوي والبيئة العامة؛ فمتى كانا محفزين تحققت النتائج في كل المستويات، ويكون العطاء المتميز.

إنشرها