Author

هذا ليس شأنكم

|


عدا مؤتمر الترفيه، الذي حرصت على حضور إحدى جلساته، لم أتمكن من زيارة أي من فعاليات موسم الرياض. هذا ليس موقفا ضد فعالياته، لكني شاهدت الإقبال الكبير، فآثرت أن أتحين فرصة أفضل قريبا. يوم افتتاح "بوليفارد الرياض" وصل عدد الحضور إلى أكثر من 400 ألف.
الاستمتاع بمواسم السعودية، من أبناء وبنات بلادنا، وأيضا من الضيوف القادمين إليها، مسألة مهمة، والمحصلة بقاء الإنسان في وطنه، والتمتع بثرائه الطبيعي، وبالرحابة والحفاوة، وبكل المزايا التي تجعل الترفيه الذي ينشده ـ وكان سابقا يشد الرحال إليه ـ يجده في متناول يده.
من الأمور اللافتة هنا، انسجام المجتمع مع هذه الخيارات، منذ إطلاق مواسم السعودية في الربع الأول من هذا العام.
الميزة التي قدمتها وثيقة "رؤية المملكة 2030"، أنها جاءت شاملة، وأعطت لتنويع الاقتصاد اهتماما، كما أعطت اهتمامات كبيرة أيضا بالارتقاء بجودة الحياة وتمكين المرأة وتطوير المنشآت الصحية والتحفيز على ممارسة الرياضة ونشر الثقافة الصحية.
ومن هنا فإن الترفيه، يأتي ضمن حزمة من منتجات الرؤية، وهذا يدحض مغالطات بعض من يزعمون أن الاهتمام بالترفيه غير ضروري.
لقد أكدت مواسم السعودية أهمية الاستثمار في هذا المجال والتوسع فيه، إذ قفز عدد زوار موسم الطائف على سبيل المثال إلى نحو خمسة أضعاف الرقم المحقق في 2018. هذا ناتج عن توسيع فكرة الموسم وعدم اقتصاره على سوق عكاظ، كما كان الحال في العام الذي قبله.
وشهد موسم جدة أيضا ارتفاعا في الأرقام، وانخفاضا في حركة السفر إلى الخارج أثناء الموسم. هذه مجرد أمثلة.
من الأمور المبهجة، أن المجتمع أصبح قادرا على الدفاع عن خياراته، ولم تعد الأصوات الموتورة المقبلة من الخارج تؤثر فيه. فالقافلة مستمرة في مسيرتها غير عابئة بالمتطفلين. وعندما يدس بعض المتطفلين أنوفهم في شؤوننا الداخلية، يكون الرد الطبيعي، هذا ليس شأنكم.

إنشرها