default Author

أزهار البارود

|

يتحول ليل الرياض في هذه الأيام إلى نهار وتتزين السماء بأشكال وألوان مبهرة، تحملك إلى عالم من الفرح والخيال بفعل أزهار البارود أو الألعاب النارية، ولعلك سألت نفسك من صاحب هذا الاختراع ومن أين انتقل إلينا؟!
هي جزء من علم الناريات، بدأ بقذائف النار التي كان الإغريق يطلقونها على أعدائهم، وتتكون من صمغ الأشجار ونترات الصوديوم وزيت القار، وتعود قصة اختراع الألعاب النارية إلى طباخ صيني، حين قام عن طريق الخطأ بمزج الفحم والكبريت ونترات البوتاسيوم، فنتج عنها خليط أسود هش، وعندما أوقد النار عليه سمع صوتا مدويا، وانتشرت الألوان من حوله وكانت هذه بداية اكتشاف البارود. كما يروى أن البداية كانت قبل ذلك بكثير حين طلب الإمبراطور وي داي من سلالة هان الصينية من الكيميائيين وعلماء الدين اكتشاف دواء أو جرعة للحياة الأبدية، فقام الكيميائيون بخلط جميع أنواع المركبات معا، وتسخينها لدرجات حرارة عالية، لتحويلها إلى مواد جديدة، وكان من بين المكونات التي تمت تجربتها الكبريت ونترات البوتاسيوم، وعلى الرغم من عدم اكتشافهم لسر الحياة الأبدية، إلا أنهم اكتشفوا بعض الخصائص المثيرة جدا للاهتمام حول هاتين المادتين؛ فهما من المكونات الأساسية للبارود!
وقد وجدوا في البداية استخدامات إنسانية له، فهو يعالج الأمراض الجلدية، ويقتل الحشرات، لكنهم لم يستغرقوا وقتا طويلا ليثبتوا أن هذه المتفجرات القوية من الممكن أن تكون لها استخدامات أخرى، فقد قاموا بحشوه في أعواد الخيزران وإشعال النار، فيه فيحدث فرقعة عالية، وفي مرات أخرى ربطوا هذه الأنابيب بسهام طويلة يتم إطلاقها من على منصات مصنوعة من الخيزران أيضا، وعند إشعال النار بها انطلقت بقوة كبيرة مذهلة ومن هنا أتت فكرة الصواريخ! التي استخدمها الصينيون في الغزو المغولي في القرن الـ13 لتكون بداية استخدام البارود في الحروب!
انتقلت صناعة البارود إلى العرب عن طريق الهند ومنهم إلى أوروبا، حيث اهتم الأوروبيون بتطوير استخدام البارود في الحروب لإطلاق المدافع ورصاص البنادق والصواريخ!
وأما الصينيون فاهتموا بالألعاب النارية وأصبحت جزءا من ثقافتهم، واعتقد الصينيون بأنها تطرد الأرواح الشريرة وتجلب لهم الحظ والسعادة لذا كانت شريكهم في احتفالاتهم وأعيادهم مثل السنة الصينية الجديدة ومن ثم انتشرت في باقي دول العالم مصاحبة لاحتفالاتهم وانتصاراتهم ومناسباتهم السعيدة!

إنشرها