default Author

الأشباح الكونية

|

ينكر عديد من البشر، خصوصا نوعا معينا من المثقفين وبعض العلماء، وجود الأشباح أو الجن ويعدون اعترافهم بوجودهم انتقاصا لعقولهم، فكيف يؤمنون بشيء لم يروه، خصوصا أن ذكر الأشباح يرتبط في عقولهم بالخوارق، رغم أن القرآن أثبت وجودهم، وأنهم خلق من خلق الله. كما أن البشر يؤمنون بكثير من الأمور التي لم يروها، لكنهم وجدوا لها أثرا، مثل الكهرباء والصوت فهل سبق أن شاهدت صوتا، وكيف لتلك الكلمات التي تخرج من الأفواه بلا هيكل أو هيئة أن تصل إليك وتسمعها وتؤثر فيك بل وتغير حياتك!

قام العالم هاريس بول باستطلاع عام ٢٠١٣ ووجد أن ٤٥ في المائة من المشتركين في الاستطلاع يؤمنون بوجود الأشباح أو الأطياف و٣٠ في المائة عاشوا تجربة فعلية توجد فيها أشباح. لو حاولت البحث والحديث مع من عاشوا التجربة، ستجد أن أغلبهم لم ير إلا آثارا لوجودهم، مثل فتح الأبواب والنوافذ، إشعال الأنوار وإطفائها، تحريك أثاث البيت، وخيالات بصرية وسمعية. وهنا يخطر في البال علماء الفلك الذين يؤمنون بالكون المظلم وبنوا هيكلية جديدة للكون يسيطر عليها الظلام ٩٥ في المائة "٢٧ في المائة" منها عبارة عن المادة المظلمة، والباقي ٦٨ في المائة عبارة عن طاقة مظلمة، فما حكاية الظلام لدى الفلكيين وما صلته بعالم الأشباح؟!
يعتقد الفيزيائيون بأن الظلام يتصرف كما تتصرف الأشباح في أفلام الرعب، إذ إنك لا تستطيع رؤية كل من المادة أو الطاقة المظلمة، لكنك تستطيع رؤية أثر فعلها في الأشياء من حولك، فهما شيئان مختلفان تماما وتأثيرهما في الأشياء مختلف أيضا. اكتشفت المادة المظلمة بناء على طريقة دوران المجرات في سبعينيات القرن الماضي، أما الطاقة المظلمة فلم تكتشف إلا قبل ١٦ عاما فقط وذلك بملاحظة تمدد الكون!
فهل يحق للفلكيين والفيزيائيين أن يعترضوا وينفوا وجود الأشباح، وهم يعترفون بوجود الأشباح الكونية؟!
يتعلل أنصار هذه النظرية بوجود عديد من الظواهر الكونية التي أمكن دراستها وإثباتها مثل انحناء الضوء وتجمع عدد هائل من المجرات على المستوى الكوني الهائل ضمن عناقيد مترابطة، لذا فالمادة المظلمة أو الشبحية هي جزء من مجموعة معقدة من الملاحظات والتفسيرات، التي تدفعهم للاعتقاد بوجودها، وتستمر بحوثهم في محاولة رؤية الشبح الكوني ماثلا أمامهم، وأعتقد أن هذا يطابق ما يبذله مجموعة أخرى من الفيزيائيين غير الفلكيين لرؤية الأشباح واصطيادهم مع اختلاف الإمكانات وعدد المريدين!

إنشرها