Author

حدائق الأحياء

|

يأتي الإقبال الكبير خلال الفترة المقبلة على مرافق الترفيه متزامنا مع اعتدال الجو، ووجود الأسر داخل البلاد مع بداية العام الدراسي. يستدعي الأمر أن تراجع جميع الخدمات الموجودة في مواقع التنزه، لحماية مستخدمي هذه المواقع وتوفير الخدمات المهمة لهم.
بعد تعرض أحد الأطفال للصعق الكهربائي، تأكد أن هناك أمورا أساسية لا بد من العمل على بحثها وعمل برنامج زمني، لحل ما يمكن أن يتسبب في إشكالية للمستخدمين. يأتي في هذا الإطار التعاون - المهم - بين مختلف الجهات التي تقدم الخدمات في هذه المتنزهات ومواقع التجمع، فالبلديات ليست الوحيدة المطالبة بمجموعة الخدمات المقدمة، لكنها قد تتبنى دور المنظم للعلاقة بين المسؤولين عن توفير خدمات الكهرباء والمياه والمواقف والأمن في مواقع التنزه.
يأتي في الإطار الاهتمام بتكوين روح للمواقع المنتشرة في المدن، بحيث يكون لكل حديقة أو متنزه شخصية ومفهوم خاص يدعم توجه الناس إلى زيارتها.
الملاحظ أن بعض مواقع التنزه تجذب كثيرا من السكان في بداياتها، ثم تفقد هذه الميزة مع الوقت، ولو نظرنا إلى الأسباب، لوجدنا أهمها قلة الاهتمام بالتجديد الذي ينتج عنه الملل، لتصبح الحديقة طاردة للزوار. ثم تتحول مع الوقت إلى نموذج يجذب فئات غير منضبطة سلوكيا، أو تتحول إلى مرتع للحيوانات.
الجزء الذي يتعلق بتحول الحدائق إلى مواقع طاردة للأسر، وجاذبة لمن يمارسون سلوكيات سلبية يجعل الحديقة تتحول إلى خسارة مالية واجتماعية، وهنا نبحث عن دور تطوير وتحديث الحدائق ومراقبة الحال العامة لها.
لا يمكن أن نغفل دور المجتمع الذي يعيش حول الحدائق. هنا مسؤولية مشتركة من قبل الجميع للحفاظ على روح وفوائد الحديقة، التي قد تكون المتنفس الوحيد للسكان. المطالبة المستمرة بالتحسين قد تحقق بعض المطلوب، لكن الأهم من ذلك تقديم المساعدة للجهات المسؤولة عن خدمات الحدائق بما يضمن استمرارها في جذب الناس. يأتي من ضمن هذه المسؤولية ما يتعلق بالخدمات والأمن والحماية الجمالية، لما تحويه هذه الحدائق. المهم أن تكون الحديقة موقعا جاذبا وآمنا وهو ما يبحث عنه المستفيدون من هذه المواقع المهمة في الأحياء.

إنشرها