الطاقة- النفط

أسعار النفط تتأثر بضغوط ضبابية المفاوضات التجارية وبناء المخزونات

أسعار النفط تتأثر بضغوط ضبابية المفاوضات التجارية وبناء المخزونات

مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع مجددا تحت وطأة المخاوف من ضعف نمو الطلب على النفط الخام من جراء ضبابية المشهد فيما يتعلق بتطورات مفاوضات النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وتلقت الأسعار دعما نسبيا من تصريحات محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك في نيودلهي التي أكد فيها على تمسك المنتجين في "أوبك" وخارجها بخطط التعاون وبتسجيل مطابقة مرتفعة لاتفاق خفض الإنتاج في العام المقبل لحين استعادة السوق التوازن الكامل بين العرض والطلب والوصول إلى الاستقرار المستدام.
وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، إن أسعار النفط الخام سجلت انخفاضات مع تجدد الآمال بقرب التوصل إلى صفقة جديدة تنهي حرب التجارة بين الولايات المتحدة والصين، لافتين إلى أنه في المقابل ما زالت المخاطر الجيوسياسية هي المحرك الرئيس للأسعار في الأسواق.
وأوضح سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، أن أسعار النفط الخام مالت إلى الانخفاض لليوم الثاني على التوالي نتيجة عدم رصد تقدم حقيقي ومؤثر في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تفيد التقارير الدولية باستمرار الخلافات بين الجانبين بشأن ملفات عدة منها السياسة الصناعية للصين وحقوق الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا وغيرها ما يصعب مهمة الوصول إلى اتفاق شامل.
وأشار إلى أن اتجاه التعثر يغلب على الاتفاقية المزمع إبرامها، ولم تتبلور ملامحها أو يتم تسجيلها حتى الآن، مشيرا إلى الاقتصاد العالمي في حالة قلق وترقب ورغبة دولية واسعة في وضع حد أدنى للنمو العالمي المنحدر من خلال بحث الآليات التي تبقى التجارة الدولية والاستثمارات في مستويات جيدة ومعززة للنمو.
من جانبه، أكد أندريه جروس مدير قطاع آسيا في شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، على ضرورة التحرك سريعا باتجاه تفعيل مفاوضات التجارة لتجنب الركود الاقتصادي، مشيرا إلى تقرير لصندوق النقد الدولي يحذر من أن هناك خطرا كبيرا من انتشار التباطؤ الاقتصادي العالمي، وهو ما دفع منظمات دولية إلى خفض توقعات النمو ومنها وكالة الطاقة وصندوق النقد ومنظمة أوبك.
وأوضح أن الأسعار تتعرض لضغوط هائلة ربما لأسباب أبرزها الاستمرار في بناء المخزونات، التي تدفع أسعار النفط الخام إلى مستويات منخفضة، لافتا إلى أن ملامح التباطؤ بدأت في التبلور بالفعل مع تعثر مفاوضات التجارة وفي ضوء ترجيح التوصل إلى اتفاق هزيل لا يكون مرضيا إلى الحد الذي يجعله يمثل نقلة نوعية تدفع في اتجاه تنشيط النمو الاقتصادي، ويصمد أمام متغيرات وصراعات التجارة الدولية التى طالت السلع والخدمات كافة.
بدوره، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إن حالة التوجس في منظومة الاقتصاد العالمي أدت إلى متغيرات كبيرة وعميقة حيث – على سبيل المثال - واصلت صناديق التحوط ومديري الأموال الآخرين بيع العقود الآجلة للنفط، كما سجلت في الأسبوع الماضي الحالة الأكثر هبوطا وتراجعا فيما يتعلق بتجارة النفط الخام منذ بداية العام.
ولفت إلى استمرار المخاوف الجيوسياسية، التي تلقى بظلال قوية على سوق النفط، ولكن تأثيراتها جاءت أقل من حرب التجارة خاصة مع الجهود السعودية الهائلة التي بذلت أخيرا لتعويض أي نقص في الإمدادات وتحقيق سرعة التعافي من الهجمات التي تستهدف المنشآت النفطية الحيوية.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، انخفضت أسعار النفط اليوم، بعد خسائر كبيرة تكبدتها في الجلسة السابقة، في الوقت الذي فاقمت فيه بيانات ضعيفة من الصين نشرت على مدى يومين المخاوف بشأن نمو الطلب على الطاقة لدى أكبر مستورد في العالم للنفط الخام.
وبحلول الساعة 05:27 بتوقيت جرينتش، تراجع خام القياس العالمي برنت 0.79 في المائة إلى 58.88 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 40 سنتا أو 0.75 في المائة إلى 53.19 دولار للبرميل.
وأصدرت الصين بيانات اقتصادية ضعيفة على مدى يومين متتاليين. وذكر مكتب الإحصاء الوطني اليوم، أن أسعار تسليم المصانع الصينية انخفضت بأسرع وتيرة في أكثر من ثلاثة أعوام في أيلول (سبتمبر).
يأتي ذلك بعد بيانات للجمارك الإثنين أظهرت أن الواردات الصينية انكمشت للشهر الخامس على التوالي.
كما يستمر النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في التأثير في الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من الحديث عن إحراز تقدم صوب إبرام اتفاق، يبقي عديدا من الأسئلة بشأن مستقبل الطلب على النفط دون إجابات.
وبحسب محللين، فإن جميع هذه العوامل كافية لتطغى على أي دعم ربما تتلقاه أسعار النفط من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 59.95 دولار للبرميل يوم الإثنين الماضي مقابل 60.97 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة، حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة، وأن السلة كسبت أقل من دولار مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 59.12 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط